الانتقالي يتبنى رسمياً فصل شبوة عن مأرب عسكرياً.. العولقي يعلن المطالبة بمنطقة مستقلة والزبيدي يدفع باتجاه التنفيذ
في خطوة جديدة تعكس تصاعد نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، أعلن محافظ شبوة عوض العولقي، خلال عرض عسكري واسع في مدينة عتق، تبني مطلب تحويل المحافظة الغنية بالنفط والغاز إلى "منطقة عسكرية مستقلة" بعيداً عن تبعية مأرب.
العرض العسكري شهد مشاركة قوات "دفاع شبوة" ووحدات من محور عتق، وحضره وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، حيث أكد العولقي أن شبوة بحاجة إلى إدارة عسكرية مستقلة تدير شؤونها بعيداً عن "الوصاية الخارجية"، في إشارة واضحة إلى مأرب.
هذه الدعوة ليست جديدة، إذ سبق للعولقي أن رفع مذكرة للمجلس الرئاسي بهذا الخصوص، كما أقر المكتب التنفيذي للمحافظة في فبراير 2024 مشروع قرار يوصي بالفصل العسكري. لكن التطور الأبرز هذه المرة هو إعلان المجلس الانتقالي تبني هذه الخطوة رسمياً، حيث كان رئيسه عيدروس الزبيدي قد كشف في مايو الماضي عن خطط لمنح شبوة "استقلالية عسكرية" والسعي لانتزاع قرارات رئاسية بهذا الاتجاه.
بالتوازي مع ذلك، صعّد الانتقالي تحركاته لترتيب أوضاع شبوة عسكرياً وقضائياً، إذ دُشّنت مؤخراً محكمة ونيابة عسكرية مستقلة، رغم أن اختصاص القضاء العسكري يفترض أن يبقى تابعاً للمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً إضافياً على المضي نحو فصل شبوة إدارياً وقضائياً.
ميدانياً، يواصل المجلس إعادة هيكلة قواته وتعيين قيادات جديدة، مع تعزيز قدراته القتالية عبر التدريب والتسليح بتمويل إماراتي. كما كثّف نشاطه الاجتماعي والقبلي من خلال مشاريع خيرية وتنموية وشراء ولاءات، في محاولة لترسيخ سلطته كأمر واقع تمهيداً لاستكمال مشروعه السياسي بالعودة إلى حدود ما قبل 1990.
ويُجمع مراقبون على أن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية أوسع للانتقالي تهدف إلى فك الارتباط العسكري والإداري مع الشمال، بدءاً من شبوة وصولاً إلى حضرموت والمهرة، في ظل مساعٍ لتفكيك نفوذ الحكومة الشرعية وإحكام السيطرة الكاملة على المحافظات الجنوبية والشرقية.
اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”
التعليقات