المعلم المثالي على مستوى قطر ...قطر تكرم معلماً يمنياً.. وفي وطنه بدون راتب وحياة كريمة (فيديو)
في خطوة إنسانية نبيلة، جسّدت احترام العلم وتقدير الكفاءات، أقدمت دولة قطر على تكريم المعلم اليمني ناصر علي الرياشي بجائزة المعلم المثالي على مستوى الدولة، في احتفال رسمي أقيم في الدوحة، بحضور رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ووزيرة التعليم العالي لولوة بنت راشد.
الرياشي، الذي كرّس أكثر من ثلاثة عقود من حياته في خدمة التعليم وتربية الأجيال، حاز التكريم اعترافاً بجهوده التربوية المتميزة، فيما سلّطت المؤسسات التعليمية القطرية الضوء على مسيرته وإنجازاته داخل مدارسها.
لكن هذا المشهد المشرّف لم يمرّ دون أن يثير مشاعر متباينة لدى اليمنيين. فقد شكّل الحدث مصدر فخر واعتزاز، لكنه في الوقت ذاته كان صفعة موجعة ودرساً قاسياً لحكومات اليمن المتعاقبة، التي أهملت المعلم وتركته يصارع الفقر والعوز.
فبينما تحتفي الدوحة بالعلم والمعلمين، يعيش عشرات الآلاف من المعلمين اليمنيين أوضاعاً مأساوية؛ بعضهم يبيع الخبز في الشوارع أو يفرش الأرض لبيع البضائع الصغيرة، بعدما حُرموا من رواتبهم منذ سنوات، فيما تُدار البلاد بالمحاصصة السياسية وتقاسم المناصب والغنائم.
أما في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي، فقد تحوّل التعليم إلى سلاح أيديولوجي، وأصبح المعلم ضحية لسياسات التجهيل والتلقين الطائفي. فالجماعة ترى في الوعي والمعرفة تهديداً مباشراً لسلطتها، وتعتبر المدرسة خطراً على مشروعها العقائدي الذي يقوم على فكرة “الحق الإلهي في الحكم”.
وفي المقابل، يعيش أبناء المسؤولين في الخارج، يدرسون في أرقى المدارس والجامعات العالمية، فيما يُترك معلم اليمن — صانع الأجيال — يواجه الجوع والإهمال والخذلان.
تكريم المعلم الرياشي في قطر لم يكن مجرد حدث رمزي، بل صرخة ضمير في وجه كل من أهمل التعليم وأهان المعلم، ورسالة بأن الأمم لا تُبنى بالمحاصصة أو الحرب، بل بالعلم والكرامة.
وكما قال الإمام الشافعي: "إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم".
لكن يبدو أن حكّام اليمن قد اختاروا طريقاً آخر... طريق الظلام.
التعليقات