ميليشيات الحوثي.. الخاسر الوحيد من اتفاق حماس وإسرائيل لماذا ؟
كشفت التطورات الأخيرة في ملف الصراع بين إسرائيل وحماس عن متغيرات إقليمية عميقة، وضعت ميليشيات الحوثي في مأزق سياسي وعسكري غير مسبوق، لتبدو اليوم الخاسر الأكبر من اتفاق الهدنة الجديد الذي رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، وجرى التوقيع عليه رسميًا في شرم الشيخ.
فبينما تسود أجواء التفاؤل في المنطقة مع بدء تنفيذ الاتفاق الذي يوقف الحرب على غزة ويفتح الباب أمام مرحلة تفاوضية جديدة، وجدت ميليشيات الحوثي نفسها خارج المشهد تمامًا، بعدما فشلت محاولاتها المتكررة في فرض نفسها كطرف "مقاوم" ضمن محور دعم غزة، عقب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية والأمريكية التي استهدفت مواقعها في صنعاء والحديدة وصعدة.
ويرى مراقبون أن الاتفاق مثّل ضربة سياسية قاصمة للحوثيين الذين حاولوا طيلة الأشهر الماضية الظهور بمظهر “حماة القضية الفلسطينية”، في حين تحوّلت هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة إلى عبء داخلي على اليمنيين بعد أن تسببت في تصعيد الغارات الإسرائيلية على البنية التحتية اليمنية، وعرّضت البلاد لمزيد من الدمار والعزلة.
وتشير التحليلات إلى أن انتهاء الحرب في غزة سيُفقد الحوثيين أحد أهم مبرراتهم الدعائية لتبرير استمرار الحرب في اليمن، حيث اعتمدت الجماعة في خطابها الإعلامي على “العدوان على غزة” لتبرير القتال الداخلي، وتجنيد المزيد من المقاتلين تحت شعار “نصرة فلسطين”.
كما أن تراجع الاهتمام الدولي والإقليمي بملف “الممرات البحرية” بعد الهدنة، سيجعل من الصعب على الحوثيين الاستمرار في تهديد الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، وهو ما يعني خسارة آخر أوراق الضغط التي كانت الجماعة تراهن عليها لاستعادة مكانتها الإقليمية.
ويؤكد محللون أن اتفاق حماس وإسرائيل لم ينهِ فقط فصلاً دامياً في غزة، بل وجّه صفعة قوية لمحور طهران بالكامل، وخاصة ميليشيات الحوثي التي كانت تأمل أن يؤدي التصعيد الإقليمي إلى تعزيز حضورها السياسي والعسكري.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى مرحلة “ما بعد الحرب”، يبدو أن الحوثيين باتوا معزولين أكثر من أي وقت مضى، بعد أن فقدوا الدعم الشعبي الداخلي والمبرر الإيديولوجي، ليجدوا أنفسهم أمام مأزق حقيقي عنوانه: لا حرب في غزة.. ولا شرعية لهم في اليمن.
التعليقات