لماذا لا يتحررون.. تعرف على قادة فلسطينيون تعذبهم إسرائيل وترفض الإفراج عنهم
كما في صفقات سابقة، خلت قوائم الأسرى الفلسطينيين المحررين في النسخة الثالثة من صفقة "طوفان الأحرار"، من أسماء كبار قادة الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية، وهو ما كاد يعصف بمفاوضات إتمام الصفقة، ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ الجمعة الماضي.
ووفق "مكتب إعلام الأسرى" التابع لحركة حماس فإن "عقبات معقدة" واجهت فعلا مفاوضات تحديد قوائم المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، وعند إعلان القائمة، صباح السبت، خلت من أسماء رموز الحركة الأسيرة.
وتقول مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى في بياناتها، إن سلطات الاحتلال لم تتوقف عند حد استثناء القادة من الإفراج، بل إنها تعذبهم بشدة، ونشرت تلك المؤسسات على مدى عامي الحرب شهادات قاسية عن ظروف اعتقالهم.
وإليكم عرض مختصر لأبرز قادة الحركة الأسيرة الذين يعذبهم الاحتلال ويرفض الإفراج عنهم:
مروان البرغوثي (66 عاما):

يتحدر مروان البرغوثي من بلدة كوبر شمال غربي مدينة رام الله، وهو سياسي وقيادي بارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وشارك في انتفاضتي 1987 و2000.
كان آخر اعتقال له عام 2004 وحكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات، بتهمة قيادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، خلال انتفاضة الأقصى.
في 15 أغسطس/آب الماضي هدد وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير الأسير البرغوثي بعد اقتحام زنزانته، وسط صدمة عائلته من ملامحه، ومخاوف على مصيره، حيث ظهر بوجه شاحب وجسد هزيل.
يعتبر البرغوثي من الشخصيات المحتملة لتوحيد الفلسطينيين، ففي عام 2006 ساهم في صياغة وثيقة الأسرى نيابة عن حركة فتح، والتي عدلت لتصبح وثيقة الوفاق الوطني.
وفاز عام 2009 بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح، ومنتصف يناير/كانون الثاني 2021 ترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية في انتخابات لم تعقد، مخالفا بذلك قرارات حركته التي أوصت بمرشح واحد للانتخابات.
وأمس الأربعاء، قالت حركة فتح في بيان إنه تعرض "لاعتداء سافر" خلال نقله من معتقل "ريمون" إلى معتقل "مجدو".
عبد الله البرغوثي (54 عاما)

ولد عبد الله البرغوثي في دولة الكويت وفيها تلقى تعليمه الأساسي، وإثر حرب الخليج عام 1990 انتقل إلى الأردن ثم عدة دول قبل أن يصل إلى فلسطين عام 1998.
برز اسمه في الانتفاضة الثانية عام 2000 كأهم مهندسي العمليات في كتائب القسام وتحمّله إسرائيل مسؤولية قتل 66 إسرائيليا، وجرح أكثر من 500.
اعتقل في مارس/آذار 2003، وقضى 10 سنوات في الحبس الانفرادي، ويقضي أطول حكم بالسجن وهو المؤبد 67 مرة.
في مايو/أيار 2025 تعرض للضرب حتى الغيبوبة وسُكبت عليه مواد حارقة وتُرك بلا علاج، وأطلقت عليه الكلاب تنهش جسده، وفق مكتب إعلام الأسرى، الذي أكد تكَوّن بقع زرقاء في أنحاء جسده وتكوّن كتل دم في رأسه، وانتفاخ في عينيه، وكسور في أضلاعه، وفقدانه القدرة على النوم.
حسن سلامة (54 عاما)

يعد حسن سلامة أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام، وُلد في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، واعتقل من مدينة الخليل عام 1996، وحُكم بالسجن المؤبد 48 مرة و30 عاما، أمضى منها 13 سنة في العزل الانفرادي.
في أكثر من مناسبة نشرت خطيبته غفران زامل، أخبارا تفيد أنه يعيش ظروفا سيئة ويتعرض للضرب المستمر وسوء التغذية، فضلا عن عزله انفراديا، وتهديده من استخبارات الاحتلال بعدم الإفراج عنه تحت أي ظرف وأنه سيبقى في السجن.
وأشارت إلى تعرضه في أغسطس/آب الماضي للضرب وهو مقيد اليدين والقدمين حتى أصيب بجرح مفتوح في رأسه وتُرك ينزف ساعتين دون علاج.
عباس السيد (59 عاما)
عباس السيد قائد عسكري في كتائب القسام، من مدينة طولكرم ومعتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد 35 مرة.
يعاني من فقدان تدريجي للبصر، إضافة لإصابته بمرض السكابيوس، وظهور دمامل على جسده، ويعاني التجويع ونقص حاد في وزنه.
إبراهيم حامد (60 عاما)
ولد إبراهيم حامد في بلدة سلواد التابعة لمحافظة رام الله، وأكمل دراسته الجامعية في العلوم السياسية في جامعة بيرزيت.
اعتقل في 23 مايو/أيار 2006 بعد مطاردة استمر 8 سنوات، وعُزل انفراديا 7 سنوات كانت 6 منها خلال فترة محاكمته.
يعد إبراهيم حامد واحدا من أهم قادة كتائب القسام، واتهم بالتخطيط لعمليات أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 78 إسرائيليا وإصابة مئات.
محكوم بالسجن المؤبد 54 مرة، وهو ثاني أكبر حكم سجن في فلسطين والعالم. وترفض إسرائيل وضع اسمه على قائمة تبادل الأسرى، كما ترفض المساومة على خروجه.
أحمد سعدات (72 عاما)
ولد أحمد سعدات في مدينة البيرة وسط الضفة، وعام 2006 انتُخب أمينا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خلفا لأمينها العام أبو علي مصطفى، الذي اغتالته إسرائيل عام 2001، ولا يزال حتى اليوم، وفي ذات العام اعتقلته إسرائيل من سجن فلسطيني بمدينة أريحا.
في 25 ديسمبر/كانون الأول 2008 حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية على أحمد سعدات ورفاقه بالسجن 30 عاما.
يتعرض للعزل المستمرة في ظروف إنسانية سيئة، تتفاقم حدتها منذ عامين.
عاهد أبو غلمة (57 عاما)


من بيت فوريك قرب مدينة نابلس، اعتقل إلى جانب أحمد سعدات في أريحا عام 2006، وحكم عليه بالسجن المؤبد، بتهمة مسؤوليته عن عمليات عسكرية، منها مقتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001، وهو من أبرز قادة الجبهة الشعبية.
وفق مكتب إعلام الأسرى، فإن المعلومات المتوافرة عنه خلال الحرب شحيحة ومنها "اعتداء وحشي عليه في يونيو/حزيران أدى إلى خلع كتفه وتورم يده بالكامل، مع تكسير في منطقة الصدر دون علاج مناسب" كما نُقل بين عدة سجون، وتعرض للضرب اليومي والتنكيل في غرفته وسط سياسة ممنهجة لكسر رمزية قادة الحركة الأسيرة.
معمر شحرور (46 عاما)
من سكان مدينة طولكرم، وقيادي بارز في كتائب القسام معتقل منذ العام 2002 ومحكوم بالسجن مدة 29 مؤبداً و20 عاماً أخرى.
أكد مكتب إعلام الأسرى أنه يعاني من سياسة تنقلات وعزل انفرادي كذلك، ونقص حاد في وزنه بسبب سياسة التجويع.
مهند شريم (49 عاما)
قيادي في كتائب القسام من مدينة طولكرم، اعتقل عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 29 مرة و20 عاماً أخرى. يعاني من سياسة التجويع، حتى أصبح يستثقل الحديث من الهزال الشديد الذي أصابه. ويعاني بشكل خطر من مرض سكابيوس.
لماذا لا يتحررون؟
وفي أكثر من بيان انتقدت مؤسسات الأسرى غياب دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وطالبتها بالإعلان رسميا عن منعها من السلطات الإسرائيلية من زيارة السجون.
وفق مدير نادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار، فإن القادة الأسرى تعرضوا في عامي الحرب لعشرات الاعتداءات القاسية والعنيفة والتي خلفت فيهم أمراضا وعاهات مستديمة، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة.
وأضاف في حديثه -للجزيرة نت- نقلا عن أسرى أفرج عنهم من ذات الأقسام التي يوجد بها القادة الأسرى أن "الأسرى القادة يعيشون وضعا كارثيا: هياكل عظمية وأجساد هزيلة، وبدل أن يذهبوا إلى بيوتهم أو المشافي، فإنهم يئنون تحت وطأة الألم والمرض".
وفي تفسيره لتمسك إسرائيل بعدم الإفراج عنهم، قال إنها تتعلق بمزاعم تفيد باحتمال عودة بعضهم إلى المقاومة والعمل العسكري بعد الإفراج عنهم، وهو ما يسمونه "منحى السنوار" في إشارة للقائد العسكري يحيى السنوار.
وفي المقابل يقول إن عدم الإفراج عن قادة سياسيين كالبرغوثي وسعدات، لأن الاحتلال يخشى من الدور الوحدوي الذي يمكن أن يلعباه "فمثلا وجود مروان على الساحة الفلسطينية يعيد ترتيب الأوراق كاملة ويعمق أواصر الوحدة بين أبناء الشعب الفلسطيني".
المصدر: الجزيرة
اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"
التعليقات