ميليشيا الحوثي تجبر موظفين في برنامج الغذاء العالمي على اعترافات قسرية وتتهمهم بالتجسس لصالح إسرائيل
في تصعيد خطير ضد المنظمات الإنسانية، أجبرت ميليشيا الحوثي عدداً من موظفي برنامج الغذاء العالمي (WFP) المحتجزين لديها في صنعاء على الإدلاء باعترافات قسرية تحت التهديد، تتهمهم فيها بالتجسس لصالح إسرائيل، وفقاً لما أفادت به مصادر أمنية مطلعة لـ"المشهد اليمني".
وقالت المصادر إن جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين أجبر موظفين من البرنامج على الظهور في تسجيلات مصورة والاعتراف بتهم ملفقة، وسط مخاوف متزايدة على مصيرهم، لا سيما عمار ناصر، مسؤول الأمن والسلامة في البرنامج باليمن، الذي كان زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي قد اتهمه علناً بالتجسس في خطابه الأخير.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد قرار برنامج الغذاء العالمي تعليق معظم أنشطته الإغاثية في مناطق سيطرة الحوثيين، عقب اكتشاف مخالفات واسعة في عملية توزيع المساعدات وتحويل كميات كبيرة منها لصالح عناصر الجماعة وقياداتها العسكرية.
ويُعد هذا التصعيد امتداداً لنهج ميليشيا الحوثي في استهداف العاملين في المجال الإنساني، حيث سبق للجماعة أن أعدمت عدداً من المدنيين في منطقة تهامة بعد اتهامهم بالتجسس، عقب مقتل رئيس مجلسها السياسي السابق صالح الصماد عام 2018.
وأكدت المصادر أن الاتهامات الأخيرة طالت بشكل خاص الموظف عمار ناصر، المعروف بسجله الإنساني الطويل، إذ شارك في مهام إغاثية داخل مناطق منكوبة في ماريوبول الأوكرانية وغزة الفلسطينية قبل أن يتولى مهامه الحالية في اليمن، ما يجعل من الاتهامات الموجهة إليه ذات طابع سياسي بحت.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات قد تزيد من حدة التوتر بين الميليشيا والمنظمات الدولية، وتعرقل الجهود الإنسانية في بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط مخاوف من أن تتحول هذه الحملة إلى سياسة ترهيب ممنهجة تستهدف كل المنظمات العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين.
التعليقات