انكشاف أمني داخل الحوثيين بعد مقتل الغماري يكشف عمق الانقسام والخوف داخل الجماعة
كشفت مراسم تشييع رئيس أركان جماعة الحوثي محمد الغماري، التي أُقيمت في صنعاء، عن اختفاء شبه كامل للقيادات البارزة في الصفين الأول والثاني من الجماعة، في مشهد يعكس حجم الارتباك الأمني والانقسام الداخلي الذي يضرب المليشيا الموالية لإيران عقب الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
وانطلق موكب التشييع من مسجد الصالح إلى ميدان السبعين وسط إجراءات أمنية مشددة، غير أن الفعالية اقتصرت على حضور محدود من مسؤولي الجماعة، بينما غابت الشخصيات القيادية الكبرى في مختلف الأذرع العسكرية والسياسية.
وبرز في الموكب حضور شخصيات من الصف الثالث فقط، بينهم محمد صالح النعيمي ومحمد مفتاح ومفتي الجماعة شرف الدين، في حين غابت قيادات العائلة الحوثية وكبار القادة العسكريين، بمن فيهم وزيرا الدفاع والداخلية.
ويرى مراقبون أن هذا الغياب الجماعي لم يكن محض صدفة، بل قرارًا أمنيًا منسقًا بعد تصاعد المخاوف من اختراقات إسرائيلية للأجهزة الأمنية الحوثية، خصوصًا بعد سلسلة الغارات التي طالت مواقع حساسة في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة للجماعة.
كما لفتت الأنظار عدم مشاركة القيادات السياسية البارزة مثل مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي وأحمد حامد، إلى جانب غياب شخصيات حليفة للجماعة كـ صادق أبو راس وسلطان السامعي، الذين عرفوا في الآونة الأخيرة بانتقاداتهم العلنية لسياسات الجماعة الداخلية.
ويأتي تشييع الغماري في وقت تسعى فيه الجماعة إلى إعادة ترتيب هياكلها العسكرية والأمنية، عقب مقتل عدد من قياداتها في غارة إسرائيلية في أغسطس الماضي، بينهم الغماري نفسه، وسط تكهنات عن مقتل وزير الدفاع الحوثي محمد ناصر العاطفي في الهجوم ذاته.
ويرى محللون أن غياب القيادات الحوثية عن الجنازة يعكس حالة من الانكشاف الأمني وفقدان الثقة داخل الصف القيادي، ويؤكد أن الجماعة تمرّ بأخطر مراحلها منذ اندلاع الحرب.
عدن الغد
عدن الغد
اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"
التعليقات