اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

"أخوّها أمام الكاميرا.. وقاتلها في الواقع" قيادي حوثي يتظاهر بالدفاع عن الفنانة فتحية إبراهيم بينما جماعته تسحق حقوق النساء في مناطق سيطرتها

في مشهد مسرحي مفعم بالعاطفة، أقرب إلى حملة دعائية منه إلى دفاع حقيقي عن العدالة، أعلن القيادي الحوثي عبدالسلام جحاف استعداده لتمثيل الفنانة اليمنية المعروفة فتحية إبراهيم قانونيًا بعد أن طردها شقيقها من منزل العائلة وحرَمها من نصيبها في الميراث.

وعلى منصة إلكترونية، كتب جحاف عبارته المثيرة للجدل:

"فإن تركها أخوها… فأنا أخوها."

لكن خلف هذا الخطاب الذي يزعم "الشهامة والعدالة"، تختبئ مفارقة صادمة؛ فالجماعة التي يمثلها جحاف تُعدّ من أكثر الكيانات قمعًا للمرأة اليمنية منذ انقلابها عام 2014، إذ تحولت مناطق سيطرتها إلى بيئة خانقة تُقيّد النساء باسم الدين و"الفضيلة".

قمع ممنهج خلف الشعارات
فبينما يرفع الحوثيون شعارات "الله أكبر" و"النصر للإسلام"، يمنعون النساء من السفر دون محرم، ويغلقون مراكز تدريب الفتيات، ويعتقلون الناشطات الحقوقيات مثل هدى العامري وآية سالم لمجرد مطالبتهن بحقوق أساسية. كما تُستخدم خطب الجمعة في التحريض ضد المرأة العاملة، فيما تُجبر الضحايا في المحاكم الحوثية على القبول بـ"الصلح العشائري" بدلاً من إنصافهن قانونيًا.

الواقع القانوني: ميراث النساء في زمن الحوثي
رغم وضوح النصوص الشرعية في حق المرأة بالميراث، فإن الميليشيا الحوثية تتجاهل ذلك تمامًا. وتشير تقارير حقوقية إلى أن حالات حرمان النساء من الميراث تضاعفت خلال السنوات الأخيرة بسبب:

  • انهيار منظومة القضاء الرسمي واستبدالها بمحاكم عرفية.

  • غياب الحماية القانونية للنساء المطالبات بحقوقهن.

  • استخدام الجماعة قضايا الميراث للابتزاز وفرض الولاء السياسي.

دعاية بوجه إنساني زائف
تحاول الجماعة عبر مبادرة جحاف تصدير صورة "رحيمة" أمام الرأي العام، لكنها تُخفي واقعًا مليئًا بالقهر والتسلط. فبينما يعلن القيادي الحوثي أنه "أخو الفنانة"، تواصل جماعته ممارساتها ضد مئات النساء اللواتي يُحرمن من التعليم، ويُجبرن على الزواج القسري، أو يُزجن في السجون السرية بتهم واهية.

إن مشهد جحاف ليس إلا فصلاً جديدًا من مسرحية الحوثيين الكبرى، التي تُزيّن القمع بخطاب إنساني مزيّف، في محاولة لتلميع وجهٍ غارق في الظلم.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا