صور أقمار صناعية تكشف مجازر بالفاشر.. ونزوح جماعي وسط تدهور إنساني غير مسبوق
كشف باحثون في جامعة ييل الأميركية عن صور أقمار صناعية جديدة تُظهر استمرار جرائم قتل جماعي في مدينة الفاشر ومحيطها بغرب السودان، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وسط نزوح جماعي للسكان وتفاقم الكارثة الإنسانية.
وقال مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل في تقريره إن الصور تشير إلى أن جزءًا كبيرًا من سكان المدينة قُتلوا أو أُسروا أو يختبئون، موضحًا توثيق ما لا يقل عن 31 موقعًا يُرجح احتواؤها على جثث بشرية في مناطق سكنية وجامعية وعسكرية، مؤكدًا أن “مؤشرات استمرار القتل الجماعي واضحة”.
ونقل التقرير شهادات مروعة لناجين وصلوا مدينة طويلة، تحدثت عن إطلاق نار على أطفال أمام أسرهم، وخطف شبان، ونهب وضرب المدنيين أثناء فرارهم من المدينة.
ووفق الأمم المتحدة، فرّ أكثر من 65 ألف شخص من الفاشر، فيما لا يزال عشرات الآلاف محاصرين من أصل 260 ألفًا كانوا في المدينة قبل الهجوم.
أوضاع إنسانية كارثية
وأعلنت شبكة أطباء السودان وصول 642 نازحًا إلى منطقة الدَبّة بالولاية الشمالية بعد رحلة “شاقة ومليئة بالمخاطر”، مشيرة إلى معاناة النازحين من انعدام المأوى والغذاء والمياه والرعاية الصحية، خصوصًا الأطفال والنساء وكبار السن.
وقال متحدث المنسقية العامة للنازحين في دارفور آدم رجال إن عدد النازحين في مدينة طويلة وصل إلى أكثر من مليون شخص منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، محذرًا من “أوضاع مزرية تتدهور يومًا بعد آخر”.
اتهامات ونفي.. وتحقيقات مشكوك فيها
ورغم نفي قوات الدعم السريع تحمل مسؤولية الانتهاكات وادعائها توقيف عناصر متورطين، شكك مسؤولون أمميون في جدية التحقيقات، فيما أدانت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب الانتهاكات الواسعة، وأعلنت تمديد تفويض بعثة تقصي الحقائق 6 أشهر إضافية.
وبذلك، تُحكم قوات الدعم السريع سيطرتها على ولايات دارفور الخمس، بينما يحتفظ الجيش السوداني بالسيطرة على غالبية الولايات الأخرى بما فيها الخرطوم.
المصدر : الجزيرة نت




التعليقات