اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

اختفاء المداني والرويشان وعبدالكريم الحوثي والعاطفي ...وتكتم غير مسبوق على مصير قادتهم بعد الضربات الإسرائيلية

تعيش جماعة الحوثي منذ أكثر من شهرين حالة ارتباك غير مسبوقة في هرمها القيادي، عقب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي أنهت اجتماعاً حكومياً رفيعاً كان يضم رئيس الحكومة غير المعترف بها أحمد غالب الرهوي وتسعة وزراء، وأسقطت أطناناً من القذائف على المبنى المستهدف جنوبي صنعاء. ومنذ تلك الليلة، تتوالى مؤشرات الانهيار الهادئ داخل بنية الجماعة، إذ اختفت وجوهاً قيادية بارزة، بينهم نائبَي رئيس الحكومة وعدد من وزراء السيادة، وسط تعتيم شديد تفرضه الجماعة على أوضاعهم الصحية والسياسية.

مفتاح… الناجي الوحيد الذي تحمّل فراغ حكومة مثقوبة

ظهر محمد مفتاح، النائب الأول لرئيس حكومة الجماعة والناجي الأبرز من الضربة، بحضور محدود خلال مراسم تشييع الضحايا، وقد بدت على رأسه ووجهه آثار جروح بسيطة، تحدّث عنها لاحقاً بوصفها "نجاة بأعجوبة". ومنذ تكليفه قائماً بأعمال الحكومة، يواصل مفتاح حضوره في فعاليات فكرية ومناسبات رسمية ثانوية، لكنه فشل في جمع ما تبقى من الوزراء في اجتماع حكومي حقيقي وعلني.

وتكشف مصادر مطلعة أن وزراء الظل ووكلاء الوزارات الهاشميين المقربين من القيادة أصبحوا هم المتحكمين الفعليين بالقرار داخل الوزارات، بينما بقي الوزراء السياسيون من خارج البنية الحوثية مجرد أسماء بلا نفوذ.

المداني… الرجل الذي ابتلعته الضربة

محمد حسن المداني، النائب الآخر لرئيس الحكومة الحوثية ووزير الإدارة المحلية، اختفى بالكامل منذ ليلة الاستهداف. وتشير معلومات أولية إلى أنه كان حاضراً الاجتماع قبل دقائق من القصف، مع وجود احتمالات قوية بإصابته. المداني، وهو شقيق القائد العسكري البارز يوسف المداني، لم يظهر في أي فعالية أو اجتماع، رغم أن آخر أنشطته كانت قبل الضربة بخمسة أيام فقط.

وتضيف المصادر أن يوسف المداني نفسه، الذي عُيّن حديثاً رئيساً للأركان خلفاً لمحمد الغُماري الذي قتل مع نجله وثلاثة من حراسته، لم يتسلّم مهامه حتى الآن، ما يعمّق الغموض حول وضع العائلة الأكثر نفوذاً داخل الجماعة.

الرويشان… إصابة غامضة وملف أمني يتصدّع

جلال الرويشان، نائب رئيس الحكومة لشؤون الدفاع والأمن، ورئيس اللجنة الأمنية العليا، يختفي بدوره عن المشهد منذ الـ 28 من أغسطس. المعلومات الأخيرة التي حصلت عليها مصادر دفاعية تؤكد أنه أصيب قرب موقع الضربة أثناء وصوله إلى الاجتماع، ونقل إلى المستشفى للعلاج، وأن إصابته "ليست حرجة" لكنها أعاقت نشاطه تماماً.

ورغم غيابه الكامل، تستمر وسائل إعلام الجماعة بنشر تصريحات مكتوبة باسمه فقط، دون أي ظهور بصري، ما يثير تكهّنات واسعة حول وضعه الصحي الحقيقي.

وزيرا الداخلية والدفاع… غياب طويل وتدهور صحي خطير

وضع وزير الداخلية عبدالكريم الحوثي (عم زعيم الجماعة) لا يختلف كثيراً. فقد أكدت مصادر طبية لـ"ديفانس لاين" أنه يرقد في المستشفى منذ إصابته، وأن حالته "متدهورة". آخر ظهور معلن له كان قبل الضربة بـ 10 أيام خلال اجتماع أمني خاص بفعاليات المولد النبوي.

أما وزير الدفاع محمد ناصر العاطفي، المُنحدر من خولان، فيخضع لعمليات جراحية معقدة منذ إصابته، وحالته "غير مستقرة"، وفق مصادر طبية ودفاعية. ولم يمارس أي نشاط رسمي منذ الضربة، بينما أوكلت قيادة الجماعة مهمة إدارة الوزارة إلى "رجال الظل" في الدائرة المغلقة الخاصة بعبدالملك الحوثي.

قيادات عادت من تحت الأنقاض… وأخرى طمرها الصمت

ظهر خلال الأسابيع الماضية عدد من الوزراء الذين نجوا من الضربات بعد تلقيهم العلاج، أبرزهم:

  • حسن الصعدي (وزير التربية والتعليم) الذي تحدث مؤخراً عن نجاته من تحت الأنقاض.

  • علي شيبان (وزير الصحة).

  • محمد قحيم (وزير النقل).

  • عبدالله الأمير (وزير النفط).

لكن اختفاء وزراء السيادة وكبار صانعي القرار يبقى هو الأكثر تأثيراً في شلل الحكومة الحوثية.

فراغ ثقيل… وتعتيم يعكس حجم الارتباك

التعتيم الحوثي غير المسبوق حول مصير قياداتها الرفيعة، بما في ذلك قادة الأمن والاستخبارات والدفاع والداخلية، يكشف عن محاولة إدارة فراغ خطير أصاب مركز القيادة. فالجماعة، التي لم تعلن حكومة بديلة، تعتمد الآن على وكلاء وموظفين من "الدوائر العقائدية" لسد الفراغ، بينما باتت القرارات المهمة تصدر من مكتب المرتضى أحمد حامد ودوائر الاستخبارات المرتبطة بإيران.

ويرى مراقبون أن هذا التعتيم ليس مجرد سياسة إعلامية، بل هو مؤشر مباشر على انهيار أجزاء من الهيكل القيادي للجماعة بعد الضربات الإسرائيلية، ووجود صراع داخلي مكتوم حول من يملأ هذه المقاعد الحساسة، وسط معلومات عن خلافات حادة بين أجنحة النفوذ الهاشمية.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا