اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

سيناريو صنعاء يتكرر في حضرموت.. تسليم ناعم وتمدد مسلح وسط صمت الحكومة والرئاسة
تشهد محافظة حضرموت واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخها السياسي والعسكري، بعد تمدد مفاجئ وسريع لتشكيلات المجلس الانتقالي الجنوبي وسيطرتها على مناطق واسعة من الوادي، في مشهد وصفه مراقبون بأنه “نسخة جديدة من سيناريو سقوط صنعاء بيد ميليشيات الحوثي عام 2014”، ولكن هذه المرة بـ رضا صامت من الحكومة والرئاسة وغياب أي موقف رسمي يوضح حقيقة ما يجري.

وبحسب مصادر سياسية وعسكرية، فإن قوات الانتقالي المدعومة من الإمارات تقدمت خلال الساعات الماضية نحو مدينة سيئون ومناطق النفوذ التقليدي للمنطقة العسكرية الأولى، دون أن تواجه مقاومة تذكر، وسط تراجع وانهيار سريع لوحدات الجيش المشغول – بحسب المصادر – بـ“غياب الغطاء السياسي والعسكري”.

ويرى محللون أن ما يحدث في حضرموت ليس مجرد مناوشات عابرة، بل إعادة إنتاج كاملة للمشهد الذي سبق سقوط العاصمة صنعاء عام 2014، عندما تمددت جماعة الحوثي تحت غطاء تفاهمات خفية وصمت رسمي، أدى لاحقًا إلى انهيار مؤسسات الدولة وسقوطها في قبضة الميليشيا.

ويشير خبراء إلى أن الصمت الحكومي إزاء ما يجري في حضرموت، وعدم صدور أي بيان من رئاسة مجلس القيادة أو الحكومة أو وزارة الدفاع، يُفسّر لدى كثيرين بأنه “تفويض غير معلن” لإعادة رسم خارطة النفوذ في الشرق، بطريقة تتجاهل التحذيرات المحلية والإقليمية من مخاطر ترك الوادي لفراغ أمني أو لسيطرة طرف مسلح خارج مؤسسات الدولة.

ويحذر مسؤولون محليون من أن سقوط حضرموت – إن تم – لن يكون مجرد تحول جغرافي، بل نقطة تحول خطيرة تعيد توزيع موازين القوة في اليمن، وتفتح الباب أمام سيناريوهات مشابهة قد تضرب محافظات أخرى، في ظل هشاشة الدولة وغياب قرار مركزي قوي.

ويرى مراقبون أن التخادم بين بعض القوى الإقليمية والطرف المسيطر في الجنوب يسير اليوم بالطريقة ذاتها التي استفاد منها الحوثيون قبل عقد من الزمن، وهو ما يجعل حضرموت على أعتاب مرحلة سياسية شديدة التعقيد، قد تنقل الأزمة اليمنية إلى مستوى جديد تمامًا.

       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا