اليمن الكبير|| المهرة بوابة اليمن الشرقية

ما أشبه الليلة بالبارحة ... هادي ووزير دفاعه سلما صنعاء لميليشيات الحوثي واليوم العليمي ووزير دفاعة سلما حضرموت لميليشيا الانتقالي ( تفاصيل)

خاص / يني يمن 

تتكرر مشاهد الانهيار العسكري والسياسي في اليمن بصورة تثير غضب الشارع ودهشة المراقبين. فبعد أحد عشر عامًا من سقوط العاصمة صنعاء بيد ميليشيات الحوثي عام 2014 إثر انسحاب مفاجئ وموضع شبهات من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير دفاعه آنذاك، يعود المشهد ذاته ليطلّ برأسه في حضرموت عام 2025، ولكن هذه المرة برموز مختلفة: الرئيس رشاد العليمي ووزير دفاعه، اللذان تركا المحافظة تواجه مصيرًا مشابهًا بعد انهيار سريع لقوات الجيش وتسليم مواقع حساسة للقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

سقوط صنعاء… بداية الانهيار

في 21 سبتمبر 2014، انهارت صنعاء خلال ساعات بعد سلسلة اتفاقات و“تنازلات” من رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع. انسحب الجيش من مواقعه، تُركت المعسكرات دون أوامر واضحة، وتفككت قيادة الدولة، ليتسلّم الحوثيون العاصمة دون مقاومة حقيقية. يومها شعر اليمنيون أن الشرعية تخلّت عن جيشها ومقاومتها، وفتحت الطريق لانقلاب غيّر شكل اليمن لسنوات.

حضرموت 2025… سيناريو يعاد إنتاجه

اليوم، وفي ديسمبر 2025، تتكرر القصة في الشرق اليمني. قوات الجيش الوطني في حضرموت، ممثلة باللواء 135 مشاة واللواء 23 ميكا، تُركت وحيدة في مواجهة هجمات قوات المجلس الانتقالي الجنوبي. ووفق مصادر ميدانية وعسكرية، فقد طالبت القيادات العسكرية في حضرموت بدعم عاجل لمدة أسبوع كامل دون أي استجابة من رئاسة المجلس الرئاسي أو وزارة الدفاع.

وبينما كانت القوات تقاتل حتى الساعات الأخيرة؛ كان القرار السياسي غائبًا، والدعم معدومًا، والقيادة في حالة تجاهل تام للتحذيرات. ومع غياب الإسناد والذخيرة والدعم اللوجستي، انهارت مواقع الجيش وسقطت المناطق الحيوية بيد الانتقالي.

أسئلة الغضب: لماذا تكرر السيناريو؟

المقارنة بين سقوط صنعاء وسقوط حضرموت ليست مجرد تشابه عابر، بل تكشف نمطًا خطيرًا:

1) غياب القيادة السياسية في لحظة الحسم

كما ترك هادي الجيش في صنعاء ينهار، يكرر العليمي المشهد بترك قواته تحارب دون غطاء ودون قرار.

2) تخلي وزارة الدفاع عن واجباتها

في المرتين، تلقى الجيش وعودًا كبيرة بالدعم، وفي المرتين لم يصل شيء إلى الجبهات.

3) تفكيك المؤسسة العسكرية لصالح قوى موازية

في صنعاء سُلّمت العاصمة لميليشيا دينية.
وفي حضرموت سُلّمت المواقع لميليشيا مناطقية تابعة لـ “الانتقالي”.

4) تواطؤ أو عجز؟

السؤال الذي يطرحه الشارع اليوم:
هل ما يحدث أخطاء، أم هناك قرار سياسي يسمح بسقوط المناطق لإعادة رسم خارطة النفوذ؟

كيف تم خذلان الجيش والمقاومة؟

المصادر العسكرية تؤكد عدة نقاط رئيسية:

  • طلبت القوات في حضرموت الذخيرة والسلاح والمدرعات لأيام… ولم يصل شيء.

  • خطط كاملة قدمت للرئاسة والوزارة لصدّ الهجوم، ولم يُتخذ أي إجراء.

  • قادة ألوية اضطروا للهروب إلى مأرب بعد تركهم دون غطاء.

  • المعسكرات واجهت هجمات شرسة دون توجيهات مركزية.

هذا الخذلان — كما يقول ضباط في الجيش — يعكس انهيار الثقة بين المقاتلين والشرعية، ويعيد إلى الأذهان اللحظة التي وقف فيها الجيش في صنعاء بلا أوامر حتى دخل الحوثيون المدينة.

خاتمة: اليمن في مفترق طرق جديد

بين صنعاء 2014 وحضرموت 2025، تبرز حقيقة واحدة:
الشرعية التي لا تدافع عن جيشها، لا تستطيع أن تدافع عن بلدها.

ومع توسّع نفوذ الميليشيات شمالًا وجنوبًا، يخشى اليمنيون من أن يكون ما حدث في حضرموت مجرد بداية لمرحلة جديدة تُعاد فيها تقسيم البلاد، بينما تقف الحكومة في موقف المتفرج.


       اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"


أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية

اليمن الكبير || “سقطرى جزيرة الدهشة”



وسيبقى نبض قلبي يمنيا