غادر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، ظهر الجمعة، العاصمة المؤقتة عدن باتجاه المملكة العربية السعودية، في خطوة مفاجئة جاءت وسط تصعيد أمني وسياسي غير مسبوق في المحافظات الجنوبية والشرقية.

وبحسب مصادر إعلامية مطلعة، فإن مغادرة العليمي جاءت عقب رسالة تهديد مباشرة من قيادات في مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، تطالبه بـ"مغادرة قصر معاشيق فورًا" محذّرة من أنها لن تتحمل مسؤولية ما قد يحدث بعد ذلك، في تطور عدّه مراقبون أخطر مؤشر على انهيار منظومة الشراكة داخل مؤسسات الشرعية.

تصريحات رسمية: الدولة وحدها صاحبة القرار

وفي تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، شدد العليمي على التزام مجلس القيادة والحكومة بنهج الشراكة الوطنية واستكمال مهام المرحلة الانتقالية وفق مرجعياتها، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض.

وأكد أن الدولة وحدها المسؤولة عن حماية مؤسساتها وحفظ مصالح المواطنين، رافضًا أي إجراءات أحادية تُضعف القرار السيادي أو تتسبب في الإضرار بالأمن والاستقرار أو تعميق المعاناة الإنسانية.

وقال إن أولوية المعركة الوطنية تتمثل في استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية وتنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية، محذرًا من أن الانشغال بصراعات جانبية يمثل خدمة مجانية للمشروع الإيراني وأدواته التخريبية.

حضرموت في قلب المشهد

وأشاد العليمي بجهود المملكة العربية السعودية التي قادت إلى اتفاق التهدئة الأخير في حضرموت، مؤكدًا ضرورة الالتزام ببنوده والبناء عليه حفاظًا على استقرار المحافظة التي تُعد ركيزة أساسية للأمن الوطني.

كما أعلن دعمه للسلطة المحلية والوجاهات القبلية في مساعي الوساطة وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم المحلية.

ووجّه الرئيس بتشكيل لجنة تحقيق شاملة في انتهاكات حقوق الإنسان التي شهدتها مديريات الوادي والصحراء، وما لحق بالمواطنين والممتلكات العامة والخاصة من أضرار، مع التأكيد على عدم إفلات المتورطين من العقاب.

فوضى وانتشار انتهاكات في الجنوب

وبالتزامن مع مغادرة العليمي عدن، توسّعت سيطرة مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي على عدد من المحافظات الجنوبية، وسط موجة فوضى واسعة شملت القتل والاعتقال والنهب واقتحام منازل المواطنين وطردهم، بحسب مصادر ميدانية وحقوقية.

كما أبلغ سكان محليون عن حالات اقتحام لمنازل ونهب ممتلكات خاصة وعامة واعتقالات تعسفية طالت عسكريين ومدنيين، في ظل غياب أي دور لمؤسسات الدولة.

رسالة تحذير

وأكد العليمي في ختام تصريحاته ضرورة توحيد الصف الوطني ونبذ الخلافات، مشددًا على أن اليمن يواجه تحديات مصيرية لا تحتمل الانقسام، وأن حماية المواطنين وكرامتهم تمثل أولوية فوق كل اعتبار.