صحيفة «عُمان»: ما يجري في حضرموت والمهرة أخطر لحظة في تاريخ اليمن الحديث ومهدد لليمن الواحد
وصفت صحيفة «عُمان» الرسمية، في افتتاحيتها، التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة وسيطرة المجلس الانتقالي على مناطق واسعة فيهما، بأنها «اللحظة الأخطر في تاريخ اليمن الحديث»، محذّرة من انزلاق البلاد نحو «صراع نفوذ وخطر تقسيم داخلي» يبدأ من المنطقة الشرقية التي عُرفت باستقرارها النسبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن حضرموت والمهرة عاشتا خلال الفترة الماضية حالة «هدوء إيجابي» مقارنة ببقية المحافظات، نتجت عن توازنات محلية دقيقة ذات طابع قبلي وتجاري واجتماعي، أسهمت في تحييد المجتمع عن تداعيات الحرب. واعتبرت أن كسر هذا التوازن يمثل «عبثًا خطيرًا» يفتح بابًا واسعًا لا يمكن إغلاقه بسهولة، عبر خلق سلطات موازية تتحول فيها المنظومة الأمنية إلى ولاءات، وتُدار الموارد خارج المؤسسات، وتظهر أسواق موازية.
وأكدت «عُمان» أن حضرموت، بما تمثله من ثقل اقتصادي وساحل وموانئ وعمق بشري، والمهرة بوصفها مفصلًا حساسًا يجاور دولًا ويعتمد على حركة الناس والبضائع والمعابر، «لا يمكن تطويعهما بمنطق الغلبة». وحذّرت من أن الزج بهذه الجغرافيا الهادئة في صراع «لا يخدم اليمن ولا استقلاله».
وذكّرت الافتتاحية بالموقف العُماني الثابت الداعي إلى بقاء اليمن موحدًا بعيدًا عن التجزئة، وأن تكون سلطة الدولة هي المرجعية، مؤكدة أن مسقط «لم تنحز لطرف ضد طرف»، بل انحازت لفكرة الدولة والسيادة. وشدّدت على ضرورة عدم تحويل حضرموت والمهرة إلى ساحة تنافس نفوذ إقليمي عبر وكلاء محليين، أو أوراق ضغط في مساومات مؤقتة.
واختتمت الصحيفة بالتأكيد أن لغة التهدئة لا تكفي ما لم تترافق مع «وقف واضح لأي خطوات توسعية»، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لإنقاذ فكرة اليمن الواحد، وحماية شرقه من التحول من منطقة تعافٍ إلى جبهة صراع وتقسيم جديدة.
اليمن الكبير || عين اليمن "عدن"




التعليقات