الخليفة البغدادي انتحر!
انتحر البغدادي؟ فجر نفسه! هذا خليفة غير ملتزم تماما بأخلاق الخلفاء.
يبدو أن لهجة المقتنعين بنظرية المؤامرة تسيطر الآن على كلمات هذه الفكرة ورحت أقهقه ليس شماتة بمقتل خليفة ولكنها الشماتة بسذاجة تقويض المنطقة السنية على أيدي خلفاء غريبين الأطوار وتربطهم بالغرب علاقة وكأنها منتزعة من سيناريو فيلم مخابراتي.
أنا ولأسباب بيولوجية وتحرك جسيمات في دماغي أمسيت كلما حدث شيء من هذا وحققت امريكا انتصارا على هذه الشاكلة أستعيد على الفور سبتمبر 2001 أفرد الخريطة الزمنية وتداعي البرجين والثلاثة آلاف ضحية وأبدأ تفسير الأمر وفقا للحدث، وكيف انهم سيظلون يلاحقون المنطقة السنية عبر ملاحقة واستهداف خلفاء انتحاريين نصبوا أنفسهم ممثلين للسنة السياسية وتم تعميدهم سرا في بادئ الأمر ومن ثم ملاحقتهم وقتلهم، الأمر الذي ستبدو معه المنطقة مقسمة وفقا لعملية مخابراتية طويلة المدى، وضمن استراتيجية "تجفيف المنابع"، تجفيف المنابع هذه أفصحت عن جوهرها في العراق، حيث تم تجفيف منابع القوة السياسية السنية وغمر المستنقع بالقوة الشيعية، تاركين لك التفكير في صورة الزرقاوي "أردني" وكأنه سنة العراق، وعلى ذات الاستراتيجية تخطر لك أسواق الرقيق والنساء هناك يتعرضن للبيع والشراء كجواري بينما لم تكن داعش لتدافع عن المنطقة وتصد التقدم الشيعي لكنها الفكرة السنية هناك ولو ممثلة بقوى عسكرية لا ترفع أي شعارات جهادية ولا يلتزم قادتها بأبسط العبادات، وسيخطر لك فورا الذريعة المقنعة مخابراتيا وجهاديا وهي انه ما من متطرف شيعي يفجر نفسه في مدينة غربية أو يدهس المحتفلين بشاحنة، ثمة امور مبسطة على الدوام وجاهزة لتركيب حالة استهداف بالغة التعقيد.
نظرية المؤامرة لا تصلح لتفسير كل حدث لكنها نظرية معترف بها أكاديميا ونحن لا نملك تجاهل ايحاءات المؤامرة من خلال افغانستان وظروف تكوين داعش بتلك الطريقة السريعة والمتقنة.
تبدو جثث خلفاء الدرونز والمباغتات وكأنها تخصهم وحدهم أو وكأنه رأس التنظيم السلفي السني الجهادي الانتحاري بينما هي جثة الوجود السني وقد تلقت ضربة عبر خليفة انتحاري تم تنصيبه ممثلا لوعيها...
هل أدعوا هنا للكف عن ملاحقتهم؟ لا أظن الأمر هكذا، وليست هذه المحاولة اختصارا لبيان حول "إن استهداف رؤوس الجماعات الجهادية استهداف للأمة" لا لا، كلما هنالك أنك قمت بتفريخ وحش وقمت بملاحقته تاركا إيحاء واضحا أن الإسلام السني هو الوحش.
لست سنيا ولا شيعيا، أنا يمني.
فقط هكذا يخطر لي تحليل الحدث.
من صفحة الكاتب على فيسبوك

التعليقات