أرجوك.. لا تعد إلى اليمن!
سألني صديق عزيز يقيم في أوروبا قائلاً:
لقد قررت العودة إلى اليمن بعد غربة 4 سنوات.. مارأيك؟
أجبته بسرعة:
لا أنصحك بالعودة! لو عدت ستموت بعد ثلاثة أسابيع! ههههههه
أجابني:
مش معقول! طيب خليها ثلاثة أشهر وبعدين ممكن أموت عادي ههههههه .. وأكمل مازحا: لو كلامك صحيح أنك ميت من زمان!
أجبته: ومن قال لك أنني لم أمت!؟ لقد مت مرارا ياعزيزي! وأموت كل يوم! .. كل يمني في الداخل يموت كل يوم مرارًا! يحادثك الآن ما تبقى مني فحسب! هههههه
قلتُ ذلك وأنا أفتعل الضحك حتى لا يتوقف قلب صديقي على الهاتف!
ولذلك ختمت الحوار بحزم:
أرجوك لا تعد! سأقولها لك باختصار.. إذا عدت لن ترى أو تسمع شيئا يمكن أن يسُر!
البلاد لم تعد البلاد التي تعرف!.. لقد سلخوا جلدها وكسروا عظمها.. أعصابها مكشوفة وعصبيتها مشتعلة.
أصبح الناس وحوشا غاضبة نزقة في الشوارع والحافلات والبيوت
نصف سكان صنعاء أصبحوا جباةً ومشرفين وصرافين!
والنصف الآخر أموات!
حتى عربيات نقل الخضار التي يملكها الأطفال الفقراء في داخل الأسواق يأخذ الحوثي عليها ضرائب!
لا مدارس ولا مرتبات ولا جامعات ولا مساجد ولا ملاعب ولا شوارع ولا مستشفيات ولا ماء ولا دواء ولا غاز ولا ديزل ولا بنزين ولا كهرباء!
كيلو الكهرباء ب 420 ريالا!
البلاد اليوم تأكل لحمها الحي!
خليك في أوروبا لاجئا أو عاملا!
لكن لا تعد! أرجوك!
يومنا الثقيل الأغبر في صنعاء يُنقِص سنة من أعمارنا
يومك البهي في المانيا يضيف سنة إلى عمرك أيها المناضل!
أما نحن هنا فأكبر نضال أن قلوبنا لم تتوقف بعد!
من صفحة الكاتب على فيسبوك
التعليقات