أنا متعب يا يمن !

أيها الوطنُ المثقلُ بالآلام؛ كلما كتبنا عنك تَصدُنا وكأنكَ لاتسمعنُا ولاتعيّ مانقول.

إسمعنا قليلاً لعلكَ تُحرك مافي أحشائك من رجالٍ فتولدهم سريعاً لينقذونا.

إنني أكتبُ إليكَ وأنا مجهدٌ كثيراً من وطأةِ الأيام

وقلِقٌ مِمّا سيؤولُ إليهِ مصيرك

أريدُ أن أبكي كي أتنفسَ أكثر

فالغصّةُ التي تملئ قلوبنا أصبحت في فمي نازفه

وحلقي جافٌ كصحراء تسكنها الرمال المتحركه التي تخنقني ..!

 

أنا متعبٌ يايمن

أنظرُ إليك بوجهٍ لا أعرفهُ في المرآة

أنا بخير ٍ إلا من ذاكرتك ..!

الأشياءُ البسيطةُ يا وطني باتت أصعب

والأصعب من ذلك ُ أنه أنقضى زمنها منذ أمدٍ ليسَ ببعيد ..!

 

لم نخبرك يا وطني في أرض الغربه

وعن الليل الطويل الذي لا أنامُ بهِ دونَ أن أتذكر

قدري أن أمتلكَ ذاكرة ً لا تُمحى

وقلباً يئنّ كمُقعَدٍ تماماً ..!

وهذا قدر من كان له ذاكره قويه وذكريات مؤلمه.

 

أمي اليمن ؛ يا وجهَ السماءِ في شكلها الأول

يا صوتَ الريم الأولى لديّ

المرأة ُ الكاملةُ التي لا تنقصُ كلّما أخذْتُ منها

والتي لا تزيدُ كلما أثقلْتُ عليها بهمومي ..!

 

أمي اليمن ؛ من أيّ ترابٍ يأتيني الوجع ..؟

أيّ طيني ٍ أنا أو أيّ مائيّ ..؟

وحلقي جافٌ كجرادةٍ ميتة

متحطبٌ كشجرةٍ سقطَتْ منذ ألفِ عام

أخافُ أن أشربَ ماءً فتَخْضَرّ ..!

اخاف ان ازهر من جديد فاموت بسرعه.

 

أنا لا أشعرُ بالهدوء

ولا أشعرُ بالطمأنينة

أريدُ أن أنام

ولو في ثلاجةِ موتىً باردة

أريدُ أن أغفو بلا ذاكرة

بلا وجعٍ بلا ألمٍ بلا جفاف

أريدُ أن يتبخرَ حزني من جلدي لتنخفضَ حرارتي

أن ينبضَ قلبي دونَ إحباط

رأسي ممتلئٌ بحكايا اليتامى والمشردين والنازحين خلف الحدود

راسي ممتلئ بحكايات الهاربين عبر البحر الذين ماتوا عبر شطئان البحار.

بقاطعي طريقٍ مظلم

ممتلئٌ بكلّ خطأٍ تشجبهُ الإنسانية ..!

أنا أتألمُ يا أمي ولا يظهرُ ذلكَ في عينَيّ

ولا أستفرغُ شيئاً منهُ على طاولةِ حديثنا

أخشى أن أضمكِ فتلمسي هذا الخوف داخلي

أخشى أن أضمكِ فتُفجعي بمقدار التعب

أن أكونَ ثقيلاً بينَ يديكِ كصخرةِ كِلس

أنا مجهدٌ ومرهقٌ ومُنهك

وصوتكِ يتخللُ أوردتي فيمشطها من الحزن

ويستوطنُ داخلي ليلاً كاملاً كجنديٍ نبيل ..!

 

أخشى عليكِ مني

ومنكِ عليّ

أخشى على كلينا منا

آآه ؛ ماذا حلّ بي وماذا حل بنا ..؟

من صفحة الكاتب على فيسبوك

 

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية