الأوس والخزرج والمؤتمر والإصلاح

قبل الاسلام كان اليهود في المدينة يعملون بكل طاقتهم وبطرقِ عديدة على تغذية واستمرار الصراع بين الاوس والخزرج القبيلتين اليمنيتين، لكي يبقوا هم القوة المهيمنة في يثرب. ونتيجة لذلك كان كل من الاوس والخزرج في سباق دائم لكسب ود اليهود ونيل دعمهم في المعارك التي كانت تحدث بينهما من فترة الى اخرى والتي سقط فيها المئات من الطرفين.

كانت آخر تلك المعارك هي معركة (بُعاث) . ولما جاء الاسلام وهاجر رسول الله صل الله عليه وسلم الى يثرب الّف الله بين قلوبهم عن طريق رسوله وسماهم الله بـ (الانصار) وعلى أيديهم، بعد ذلك تم اخراج اليهود من المدينة وضواحيها ثم من جزيرة العرب بالكامل.

طبعا كان الاعلام يلعب دور كبير في تجديد وتأجيج الخلافات. فعلى الرغم من انه لم يكن هناك في ذلك الزمن مواقع تواصل او قنوات اعلامية تصنع العداوة وتستدعيها كما يحصل الان. لكن بيت الشعر الواحد من قصيدة طويلة كان كفيلا بإخراج السيوف من اغمادها.

في اليمن الاصلاح والمؤتمر دفع اليمن الثمن غاليا وما زال يدفعه حتى الان نتيجة الخلافات بينهما وتغذيتها من أطراف عديدة. بغض النظر عمّن يتحمل الوزر الاكبر فالأمور هنا نسبية وحديثنا هو عن عناوين وليس عن تفاصيل..

والشيء الذي يجب ان يفهمه الجميع في اليمن ان التحالف يعمل بكل الطرق والاساليب لكي لا يحصل هناك توافق بين (المؤتمر والاصلاح). التحالف يريدهم ان يبقوا (اوس وخزرج) وان لا يصبحوا (انصار) . لانهم ان اصبحوا انصار فلن يستمر التحالف بالعبث في الدار. الامور واضحة كالشمس في رابعة النهار. فاين انتم يا اصحاب القرار؟.

من صفحة الكاتب على فيسبوك

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية