مكونات جنوبية: تلويح الانتقالي بالتطبيع مع "إسرائيل" خيانة عظمى وأنانية مفرطة
أدانت مكونات سياسية جنوبية يمنية، الأربعاء، تلويح المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، بالتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي حال تحقق انفصال الجنوب عن الشمال.
والثلاثاء، قال عيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي الجنوبي، في تصريح متلفز، إن المجلس لديه نية التطبيع الكامل مع إسرائيل في حال استعادة دولة جنوب اليمن.
ورصدت الأناضول، ردود فعل معظم المكونات السياسية الجنوبية حيال تصريح رئيس المجلس الانتقالي، بشأن التطبيع مع إسرائيل.
إدانات جنوبية
وصف رئيس تجمع القوى الجنوبية عبد الكريم السعدي، تلويح المجلس الانتقالي بالتطبيع مع إسرائيل بـ"الكارثي"، نظرا لإضافته عقبات جديدة أمام تحقيق أهداف ثورة الجنوب اليمني.
ودعا السعدي، في تصريح للأناضول، المجلس الانتقالي إلى ترتيب الأولويات بـ"تحرير القرار السياسي والعسكري من التبعية للكفيل الإقليمي (في إشارة للإمارات) قبل اللهاث وراء التطبيع".
ومضى قائلا: "يجب أولا التطبيع بين الفصائل الجنوبية المتصارعة باليمن، لاستعادة الجنوب كدولة مستقلة، قبل طرح مقترح التطبيع الذي يقرره أو يرفضه الشعب".
بدوره استنكر القيادي البارز في الحراك الجنوبي، العميد علي السعدي، حديث رئيس المجلس الانتقالي باسم شعب الجنوب، منتقدا تبعية المجلس للإمارات.
وقال السعدي للأناضول: "يجب أن يدعو رئيس المجلس الانتقالي أولًا إلى التطبيع مع أبناء جلدته من المحافظات الجنوبية".
فيما اعتبر الكاتب السياسي الجنوبي صلاح السقلدي، أن الحديث عن التطبيع مع إسرائيل في هذا الظرف القاهر لجنوب اليمن "أنانية مفرطة وخذلان صريح".
وقال السقلدي، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "مهما كانت المبررات والمكاسب، فالسياسة ليست خساسة وغل وانسلاخ عن الأخلاق والمبادئ كما يعتقد البعض، بل هي قيم تحكم الساسة، أو هكذا يجب أن يكون".
من جانبه، رأى أمين عام حزب جبهة التحرير ورئيس لجنة الوفاق الجنوبي علي المصعبي، استحالة نجاح القضية الجنوبية العادلة على حساب القضية الفلسطينية.
وأوضح المصعبي، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "فلسطين منا ومعاداة محتلها من صميم أخلاق ثورة شعبنا التحررية ونؤمن بسلام عادل يحقق الاستقرار بحل الدولتين".
ضربة قاسمة
واتفاقا مع الرأي السابق، قال القيادي في الحراك الجنوبي عبد الكريم قاسم، إن "الخلاف مع المجلس الانتقالي ليس لأنه حرف مسار الثورة لخدمة أجندة الإمارات في اليمن، وإنما هو خلاف فكري عقائدي".
وأوضح قاسم عبر حسابه على فيسبوك: "نحن نرى أن فلسطين قضية الأمة جمعاء، ومسألة التطبيع مع العدو الصهيوني خيانة عظمى".
كما دعا أيضا "مناصري المجلس الانتقالي بالعودة إلى رشدهم وإيقاظ ضمائرهم، والأخذ بجادة الصواب، بعيدًا عن الارتهان للخارج".
أما الكاتب والناشط السياسي فهمي السقاف، فقال للأناضول، إن "المجلس الانتقالي يريد أن يتسلط ويتصدر المشهد رغم أنه لا يملك من جغرافيا الجنوب شيئا".
ومضى موضحا: "هم مستعدون أن يكونوا شهود زور ويمثلوا دور الحكام وهم مجرد أدوات مرتهنة للإمارات (..) أدعوهم إلى التطبيع أولًا مع الداخل اليمني عموماً والجنوبي بشكل خاص".
وتابع السقاف: "القضية الفلسطينية شكلت وعي أجيال من اليمنيين والعرب ولو كره المطبعون".
فيما اعتبر السياسي والشاعر الجنوبي عباس ناصر مسعود، تصريحات التطبيع بـ"الضرب القاسمة" للمجلس الانتقالي التي تفقده الكثير من شعبيته في الجنوب.
وقال مسعود للأناضول: "لا شك أن مثل هذه التصريحات الاستباقية في القضايا القومية لها نتائج كارثية على قضية جنوب اليمن".
وخلال الأشهر الماضية، شهدت عدة محافظات جنوبية باليمن، اندلاع تظاهرات حاشدة رفضا لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل، معتبرة ذلك "خيانة لفلسطين وشعبها الصامد".
وتأسس المجلس الانتقالي عام 2017، ويسيطر على العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب)، ومحافظة سقطرى (جنوب شرق)، إضافة إلى مناطق جنوبية أخرى.
التعليقات