رايتس رادار تطالب بتحقيق دولي عاجل للكشف عن ملابسات إحراق الحوثي لمئات الأفارقة

طالبت منظمة رايتس رادار لحقوق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة التحرك العاجل لإجراء تحقيق دولي جاد وشفاف في قضية إحراق مئات المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة ومعظمهم من دولة اثيوبيا، الأحد الماضي في مركز احتجاز تابع لجماعة الحوثي المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء.

ودعت المنظمة التي تتخذ من أمستردام/هولندا مقرها له جماعة الحوثي المسلحة في اليمن الى الكشف عن تفاصيل عملية الإحراق التي بدت صفة العَمد فيه واضحة، التي تعرض لها مئات المهاجرين الاثيوبيين والأفارقة في أحد معتقلات الجماعة في مقر مصلحة الهجرة والجوازات بشارع خولان في العاصمة صنعاء ظهر يوم 7 آذار/مارس الجاري.

وقالت إنه على الرغم من تضارب الأنباء بشأن الرقم الدقيق لعدد الضحايا بسبب التعتيم الحوثي المريب حول هذه الحادثة المروعة، الا أن أغلب المصادر أكدت لمنظمة رايتس رادار أن أكثر من 300 مهاجر اثيوبي قضوا حرقاً في مركز الاحتجاز الحوثي بصنعاء، وإصابة مئات آخرين، توفي عدد كبير منهم لاحقا في المستشفيات، ورفض الحوثيون السماح حتى لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالاطلاع على حالاتهم والقيام بتوفير الرعاية الصحية لهم.

وذكر بعض الناجين من المحرقة لراصدي رايتس رادار بصنعاء انه تم استدعاء عناصر من قوة التدخل السريع تابعة لجماعة الحوثي لإجبار المهاجرين الاثيوبيين المحتجزين على إنهاء إضرابهم عن الطعام والذي كانوا قد بدأوه مؤخرا احتجاجا على احتجازهم التعسفي بسبب رفضهم الانضمام إلى جبهات القتال مع الحوثيين ضد القوات الحكومية.

وأوضحوا أن المهاجرين المحتجزين اشتكوا بشكل متكرر من تكديسهم في غرف احتجاز ضيقة وغير لائقة إنسانياً، وأن كثيراً منهم تعرضوا للتعذيب والامتهان خلال الفترة الماضية، وحين شرعوا في إضراب عام عن الطعام عرض الحوثيون عليهم خيارين، إما دفع فدية تتراوح ما بين 300 إلى 500 دولار أو الذهاب إلى جبهات القتال مع الحوثيين، مقابل الإفراج عنهم، وهو ما رفضه الجميع.

وذكروا ان عناصر من مسلحي جماعة الحوثي اقتحموا مكان الاحتجاز المكتظ بأكثر من 900 مهاجر اثيوبي وحاولوا إجبار المضربين على الطعام بالتوقف عن إضرابهم، مستخدمين العنف الشديد ضدهم، ما اضطر بعض الضحايا الى دفع العناصر الحوثية لإخراجهم من مركز الاحتجاز، وبعد إخراجهم فعلاً قاموا بإغلاق أبواب المعتقل بإحكام ثم أطلقوا قنبلتين، يعتقد أن أحدها حارقة والأخرى مسيّلة للدموع، إلى وسط المهاجرين المحتجزين، حيث قام أحدهم بتغطيتها بإحدى البطانيات، الأمر الذي أدى الى اشتعال النيران بشكل كثيف وسريع عجز معه المحتجزين عن إطفائها لانعدام أي وسيلة لاخماد الحرائق.

وأكدوا أن "الحريق استمر أكثر من ساعة على مرأى ومسمع من القائمين على المعتقل الذين رفضوا حتى فتح الأبواب، وأسفر الحريق عن مقتل وإصابة أكثر من 500 محتجز، جروح أغلبهم خطيرة". واطلعت رايتس رادار على صور ومقاطع فيديو تظهر عشرات من الجثث المتفحمة في مشهد مروع ومحزن للمهاجرين الاثيوبيين الذي قضوا في هذه الحادثة.  

وفي الوقت الذي تدين فيه رايتس رادار وقوع هذه الحادثة المروعة، تستنكر حالة التعتيم التي فرضتها جماعة الحوثي لإخفاء معالم الجريمة، ومنعها وصول مندوبي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام إلى مسرح الجريمة والى المستشفيات للقاء بالضحايا لمعرفة الحقيقة، كما تعد مسارعة جماعة الحوثي في دفن جثث الضحايا وسيلة لإخفاء معالم الجريمة واخفاء الرقم الحقيقي لعدد الضحايا.

ودعت رايتس رادار الى ضرورة الاسراع في الافراج عن جميع المحتجزين من المهاجرين الاثيوبيين واللاجئين الأفارقة الذين تحتجزهم جماعة الحوثي بصنعاء وغيرها من المدن الخاضعة لسيطرتها، الذين تكفل لهم المعاهدات والمواثيق الدولية حق الحماية والتأمين وتجرم المساس بكرامتهم الإنسانية.

وطالبت بضرورة إجراء تحقيق دولي عاجل لكشف ملابسات الجريمة وتحميل الجهة التي وقفت وراء ذلك المسؤولية الكاملة عما حدث، وتقديمها للقضاء الدولي لضمان عدم افلات الجناة من  العقاب.

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية