قحطان..عملاق السياسة ورجل الحوار

ظل قحطان الواجهة السياسية لحزب التجمع اليمني للإصلاح لسنوات طويلة، عمل خلالها على نقل التجربة السياسية للحزب إلى مربع التحالفات والرؤى المشتركة تجلت نهاية هذه الجهود بإعلان تكوين أحزاب اللقاء المشترك برفقة صديقه جار الله عمر، ليصبح ناطقه الرسمي بعد أن قرر المشترك تمثيل المعارضة اليمنية ضد سياسات صالح لتفرد بالسلطة وتضيق هامش الديمقراطية في البلاد.

كما كان قحطان قريب من الإعلام ووسائله المختلفة يتمتع بعلاقات جيدة مع كافة الإعلاميين من التوجهات المختلفة وغالباً ما تحمل تصريحاته الكثير من الرسائل المختارة بعناية يتسم بعضها باللغة البسيطة الساخرة من ادعاءات صالح ونظامه في تلك الفترة، كرغبة صالح في عدم الترشح لرئاسة التي آثارت صدمته حسب تعبيره وظل حتى أعلن عن صحوته بعد تراجع صالح عن قراره، أو تحديه المشهور لصالح بأن يعيد سعر البيضة إلى ما قبل ترشحه، وكثير ما كانت تصريحاته تلقى مهاجمة وتحريف من وسائل إعلام صالح لحجم تأثيرها في الأوساط الإعلامية والسياسية.

أما موقف قحطان من انقلاب الحوثي وصالح فقد كان شديد التحذير من عرقلة مسار الحوار داعياً لتجنيب البلاد المزيد من الإحتقان، واصفاً الإنقلاب بالانتفاشة وستزول.

كانت تجربة قحطان السياسية فريدة وممتلئة بالحيوية ذات خلفية ثقافية وتاريخية تنبع من واقع الإشكالات السياسية المحيطة بالبلد، وكان حريص على تكوين الأطر المشتركة حتى مع تلك المناوئة لثورة فبراير دامت غير متورطة في الفساد وفي جرائم القتل والتنكيل.

ستة أعوام مرت على تغييب عملاق السياسة اليمنية ورجل الحوار والتحالفات الوطنية، لم تكشف مليشيات الحوثي خلالها عن مصيره ولو بأدنى معلومة تطفئ لهيب أسرته، في دلالة واضحة للنهج السائد لدى هذه المليشيات وغياب مسؤوليتها الإخلاقية تجاه العديد من الأسرى والمعتقلين.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية