أحدُ معالم تجريف الهُويّة التاريخيّة

أحدُ معالم تجريف الهُويّة التاريخيّة التي انطبعتْ في الذهنيّة الجمعيّة دون تقصٍ أو بحث عن تاريخها؛ ذلك أن طبيعَـة اللباس تعكسُ فلسفة معينة من فلسفات الشُّعوب.

القاوق، والعباءة التي ارتبطت بفئة معينة في اليمن لفتت انتباهي، وأثارت تساؤلاتي: من أين استوحت هذه الجماعة هذا اللباس؟ فهذا ليس من اللباس اليمني القديم، وقد وقفتُ ــ سابقًا ــ على مئات اللوحات اليمنية التاريخية، وبعض النصوص التي وصفت اللباس اليمني الرجالية والنسائية، بما في ذلك النعال وأنواعها وأشكالها، ولم أجد وصفا، أو شكلا لهذا اللباس.

عدتُ إلى صور “جوجل”، أبحثُ عن الزي الفارسي القديم، فوجدت هذه الصورة التي أعتبرُها النسخة الأصل للزي المخصوص بهذه الجماعة، وهي من لباس الامبراطورية الإخمينية الفارسية التي تأسست عام 559 ق. م، على يد الملك “قورش” وأسقطها الاسكندر الأكبر عام 331 ق. م. وقد انتقلت إلى اليمن مع مجيء “الأبناويين” قبل الإسلام، ثم مع مجيء الطبريين والديالمة مع يحيى حسين الرسي، وبقيت عادة إلى اليوم.

أتذكرُ هنا وصف سفير بيزنطة إلى اليمن، وتحديدا إلى ظفار، للباس اليمني، قبل الإسلام، والذي ذكرته المصادر التاريخية، وضمنته كتابي: “المجد والألم.. ما ذا يعني انتمائي لليمن”، ينتظر الطبع. وليس في ذلك الوصف ما يشير إلى هذا النوع من اللباس؛ بل إنه اللباس الذي يلبسه أبناء البيضاء اليوم تحديدا.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية