هل نحن على موعد مع  جولة سبتمبرية حاسمة؟؟ (2)

فلسفة النضال الشعبي الشامل اختزلها أبو الأحرار محمد محمود الزبيري رحمه الله في بيتين من الشعر :

 

إِنَّ الأَنِينَ الذي كنَّا نُرَدِدُهُ

         سِراً غَدا صيحةً تُصغِي لها الأُممُ.

والحقُ يبدأُ في آهَاتِ مُكتئبٍ

           وينتهي بزئيرٍ ملؤهُ النِّقَمُ.

 

هذانِ البيتان أَلهما الدكتور عبدالعزيز المقالح ليضع عنواناً لكتابه الرأئع عن الثورة اليمنية وتوثيق تاريخ الحركة الوطنية في العصر الحديث

من الأنين إلى الثورة وهو يستعرض مراحل نضالها الذي لا يختلف عن السيل الجرار الذي تشكل في المجرى من قطرات.

 

وهي سنة الله تعالى الماضية في التغيير على البشر جميعا ويستوي فيها البَرُّ والفاجرُ من أخذ بها غلب، تتحرك هي لصناعة التاريخ من جهود متناثرة هنا وهناك تحركها فكرة جامعة حتى تصبح توجها شعبياً متعاظماً لا يقوى في الوقوف أمامه طرف محلي ولا خارجي،

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.

 

 

 " تعريف حرب الشعب الشاملة

 

هي الحرب الواسعة النطاق المتعددة المجالات من كل فئات الشعب ضد أي خطر خارجي أو داخلي مدعوم من قوى خارجية بشكل مستقل أو مرتبط يهدد حاضر الشعب ومستقبله بالدمار والاستبداد والوصاية ونهب الثروات.

 

وتهدف الحرب الشعبية إلى تقديم الدعم الكامل والمتواصل للجيش والأمن عند الضعف وقلة الإمكانيات، أو عند عدم القدرة على التصدي العسكري والأمني وتغطية كامل جبهات ومجالات المواجهة مع العدو الداخلي المدعوم خارجياً.

 

"" حالات قيام الحرب الشعبية.

 

  تقوم حرب الشعب في عدة حالات منها:

أ. عندما تواجه دولة ما مؤامرات ومخططات سابقة وحالية ومستقبلية تستهدف تقسيم البلاد.

ب. عندما يكون هناك تآمر وتمرد مسلح في جزء معين من البلاد أو أجزاء متفرقة تدعمه وتحركه أطراف خارجية تغذي الصراع بناء على عوامل-طائفية، مناطقية- مذهبية،...إلخ-الأمر الذي يهدد هوية وعقيدة وسلامة ووحدة البلاد أرضاً وإنساناً.

 

جـ. أثناء اتساع رقعة المواجهة مع العدو الداخلي المدعوم خارجياً، وتكون إحدى الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية للأعداء هو توسيع رقعة المواجهة مع الجيش الوطني والأمن بهدف الإضعاف والتحطيم والهزيمة للجيش والأمن من خلال التشتيت في أكثر من جبهة مواجهة وثغرة أمنية.

د. عندما تكون خيوط اللعبة أو أغلبها في يد دول جوار إقليمي لم تتوافق مصالحها مع مصالح الحكومة القائمة في البلاد فيدفعها عدم ضمان مصالحها، وهواجس خوفها على كيفية تشكيل المستقبل بهذه البلاد إلى لعبة التوازن السياسي مع كل أطراف الصراع بمن فيها الأطراف الخارجية الداعمة للتآمر الداخلي.

 

هـ. عندما يُفرض على دولة ما القبول بين القبول بتقديم تنازلات وأمور أخرى أو مواجهة أزمات واضطرابات وحروب.... إلخ يمس كل ذلك هوية وكرامة وتاريخ وسيادة هذه الدولة أرضاً وإنساناً.

 

""" طبيعة الحرب الشعبية

 

ولأن حرب الشعب الشاملة في مواجهة الحرب الخاطفة للعدو الداخلي المدعوم خارجياً، فإنها تبدأ تطوير قدراتها وخبراتها وترتيب صفوفها شعبياً حتى مرحلة شن الهجوم العام على العدو فإنها ترتكز على عاملين أساسيين:

 

1/ أنها طويلة المدى مضنية الجهد لكنها مضمونة النتائج.

 

2/ أنها حرب شاملة صعبة وقاسية لكنها الخيار المتاح أمام ما ذُكر من حالات قيام حرب الشعب الشاملة.

*منقول بتصرف من بحث اللواء الركن / عبدالكريم الآنسي رحمه الله.

 

لقد آن لكل الأحرار والمفكرين والمثقفين والأدباء والفنانين والسياسيين والطلاب والرجال والنساء وكل فئات المجتمع اليمني الكريم لمواجهة الخطر الحوثي الإيراني أولاً أن يتوجهوا إلى العمق الشعبي،

فالشعب والشعب وحده هو من سيفرض سيناريو الحسم السبتمبري لاستعادة الجمهورية وإنهاء الانقلاب.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية