مليشيا الحوثي توزّع الموت شمالا وجنوبا وسط صمت دولي مريب
تُمطر مليشيا الحوثي المدن بمختلف أنواع الأسلحة، وتوزّع الموت شمالا وجنوبا، للإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين دون أدنى خشية من العقاب.
ففي عدن انفجار يستهدف البوابة الخارجية لمطار عدن الدولي يخلف عديدا من القتلى والجرحى، وفي تعز قذيفة حوثية تودي بحياة ثلاثة أطفال أشقاء وتجرح آخرين، وفي مأرب صاروخ باليستي أطلقته المليشيا على منزل زعيم قبلي أسفر عن 13 قتيلا ومثلهم جرحى.

زيارة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ديفيد غريسلي برفقة قيادات حوثية إلى مديرية 'العبدية'، التي تعرضت لحصار خانق من قِبل المليشيا، تحمل معها أسئلة كثيرة حول أداء الأمم المتحدة، وطبيعة تعاملها مع الأطراف المرتكبة للانتهاكات.

- فشل ذريع

وعن الاستهداف الذي حصل أمس أمام بوابة مطار عدن، يقول الصحفي محمد الأحمدي: "إن ما يحدث اليوم يعد فشلا ذريعا للحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها في إيجاد سلطة حقيقية، وكذلك إعادة تفعيل مؤسسات الدولة".
وأضاف الأحمدي، خلال حديثه لبرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، مساء أمس، أن "مدينة عدن شهدت مآسي كثيرة طوال السنوات التي مرت، كما أنه لم يكن هناك أي تحسن ملحوظ في الخدمات أو على الصعيد الأمني، وحالة حقوق الإنسان كذلك".

ويلفت الأحمدي أن عدن "لم تشهد -خلال الفترة الماضية- سوى الفوضى والسطو المسلح أو الاغتيالات والسجون السرية، وكذلك التهجير القسري منها بدافع مناطقي".
ويحمّل الأحمدي المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا مسؤولية ما يجري في عدن، كما يتحمّل المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية فيها، وكذلك انعدام الخدمات الأساسية والضرورية للمواطنين.

وفيما يتعلق ببيان الانتقالي، الذي نسب فيه مسؤولية التفجير إلى خلايا إرهابية حوثية وإخوانية، يوضح الأحمدي أن "مواقف الانتقالي دائما تحاول التنصل من المسؤولية التي يتحمّلها أساسا تجاه ما تشهده عدن من أحداث".
ويضيف الأحمدي أن "جمع الانتقالي للإخوان والحوثيين في تهمة واحدة هو مواقف إماراتية واضحة، كون الإمارات تحدثت سابقا أنها تخوض الحرب في اليمن ضد الحوثيين والإخوان على حد سواء".

منهج المليشيا

وحول قصف الحوثيين لتعز ومأرب وقتل المدنيين والأطفال، يقول الأحمدي: "إن مليشيا الحوثي -منذ انقلابها وقبل ذلك- مارست وتمارس كل أنواع القتل والعدوان ضد الشعب اليمني، كون السلوك الدموي والإجرامي هو منهج تتخذه المليشيا منذ نشأتها".

ويضيف أن اليمنيين "يذكرون مع كل جريمة قتل أو قصف أو تفجير منزل الحالات السابقة والكثيرة المشابهة لكل جريمة جديدة تقوم بها مليشيا الحوثي".
ويوضح الأحمدي أن "ثقافة الكراهية والحقد على اليمنيين من قِبل مليشيا الحوثي، وكذلك صمت المجتمع الدولي أمام ما تمارسه من جرائم هو ما يشجعها على مواصلة جرائمها بحق المدنيين".

وعن استهداف منزل زعيم قبلي في مأرب، يقول الصحفي حسين الصوفي: "إن مليشيا الحوثي قصفت منزل الشيخ عبداللطيف نمران في مديرية الجوبة بمأرب بصاروخ باليستي أثناء تواجد النازحين داخل المنزل".
ويضيف الصوفي أنه "قُتل في المنزل ثلاثة عشر مدنيا بينهم نساء وأطفال، جراء هذا القصف من قبل المليشيا".

ويوضح الصوفي أن "الصاروخ كان من صناعة إيرانية، كما أن الآيادي التي باشرت بإطلاق الصاروخ هي عناصر إيرانية، وكذلك عناصر من حزب الله، كما ذكر ذلك الشيخ القبلي أثناء حديثه عن القصف".

ويلفت الصوفي أن "الحرب بين اليمنيين والاحتلال الإيراني الذي يسعى للتغيير العقائدي والجغرافي، وكذلك التغيير الاجتماعي، وحتى العرف القبلي لليمنيين".
وبشأن تزايد وتيرة استهداف المدنيين والأحياء السكنية مؤخرا من قِبل مليشيا الحوثي، يفيد الصوفي أن "القيام بهذه الجرائم الإرهابية هو استراتيجية دائمة تتبعها إيران كما فعلت في العراق وسوريا".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية