ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

أمريكا والإمارات ترتبان للفوضى في اليمن
تأكيد الرئيس الأمريكي على أن واشنطن ستنهي دعم العمليات الحربية في اليمن ، أحد ضروب الكذب الذي يتساوى مع كذب الإمارات في إعلانها الانسحاب من اليمن ، بعد أن فاز بايدن بالانتخابات الأمريكية ، قال في خطابه : الحرب في اليمن ، يجب أن تتوقف ، بالتزامن مع تصريح بايدن ، قال قرقاش في تغريدة على تويتر : " أنهت الإمارات تدخلها العسكري في اليمن ، حرصا منها على انتهاء الحرب " ، وأضاف أن الإمارات دعمت جهود الأمم المتحدة ومبادرات السلام المتعددة لليمن ، والخلاصة ، لا أمريكا أوقفت الحرب ولا الإمارات انسحبت من اليمن .

تشترك الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة في نظرتيهما إلى اليمن ، فالأولى تنظر إلى اليمن من زاوية تنظيم القاعدة ، والثانية تنظر إلى اليمن من زاوية تنظيم الإخوان ، هذه النظرة عقيمة ، لأنها تتجاهل الخطر الحوثي ، وتعزز قوته وقوة إيران من ورائه وتساعدهم على الحصول على مكاسب جديدة .

وعلى الرغم من ترحيب المملكة العربية السعودية بتصريحات بايدن بوقف الحرب ، إلا أن الحرب لم تتوقف حتى الآن ، على العكس من ذلك شدد الحوثيون هجومهم على مأرب بعد أن أوقف التحالف جميع الجبهات ، وبعد أن أخرجهم بايدن من قائمة الإرهاب بدون مقابل ، وكأنه كان يعطيهم الضوء الأخضر لاجتياح مأرب وتحت أي ثمن .

وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلا ، وخاصة إلى فترة أوباما ، فسنجد أن بايدن كان أحد أهم أعمدتها ، وهي الفترة التي أعلنت فيها الحرب على اليمن ، وسلم ملفها للمملكة العربية السعودية ترضية لها مقابل الاتفاق النووي مع إيران ، فبايدن منذ أن كان في إدارة أوباما ، كان على علم بالوجود الإيراني في اليمن ويعلم مدى تجذره ، وهذا يعني أن هناك رغبة لدى إدارة بايدن في تحويل جزء من اليمن إلى إمارة إيرانية .

بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تضغط على زر إنهاء الحرب في اليمن ، وبإمكان الإمارات أن تدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية ، لكن لا أمريكا تريد إنهاء الحرب ولا الإمارات تريد وحدة اليمن ، وجميعهم يزرعون الفوضى بأيد ملطخة بدماء اليمنيين .

لم تعد المشكلة في اليمن في وقف الحرب أو عدم وقفها ، علما أن وقفها أصبح ضرورة ملحة ، فالمشكلة أبعد من ذلك بكثير ، وهي وجود جماعة إرهابية تعمل صراحة تحت الإدارة الإيرانية ، فكيف سيتم التعامل مع هذه الإمارة الحوثية التي يتجاوز خطرها خطر أي جماعة إرهابية أخرى ، وكيف سيتم تجاوز الفوضى التي تزرعها الإمارات من خلال خلق مليشيات متعددة ذات هويات فرعية تعادي الهوية الوطنية ؟

وبالرغم من كل ما يفعلوه إلا أن أفعالهم تلك ستعود عليهم ، وهاهي مأرب تعلمهم دروسا وتذكرهم يوم أن كانوا يموتون عطشا وتكبسهم كثبان الرمل ، كانت سدودها ممتلئة بالمياه تروي جنتان عن يمين وشمال ، ويوم أن كانت مهنتهم قطع الطريق كان اليمنيون يبنون إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ، ويوم أن كانوا يدفنون بناتهم عارا كانت بلقيس تجلس على عرشها ، ومثلما كانوا لا شيء سيعودون لا شيئ ، وستظل اليمن هي الماضي والحاضر والمستقبل ومن يرتبط بها يكبر ومن يعاديها يظل صغيرا يجتر دونيته وصغاره .
 

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.