استهدافات الحوثي لأبوظبي اثارت حفيظة العالم.. فهل سيغير ذلك مسار المعركة ضد المليشيات؟ (رصد)

استهدفت مليشيات الحوثي الإرهابية يوم أمس الاثنين بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية مناطق ومنشآت حيوية في دولة الامارات ما اثار ردود أفعال واسعة محلية ودولية.

واعترفت مليشيات الحوثي تنفيذها عملية عسكرية ضد الامارات "بخمسة صواريخ مجنحة وعدد من الطائرات المسيرة" وفقا لمتحدثها العسكري يحي سريع في بيان بثته القناة التابعة للجماعة في وقت لاحق.

من جانيها أعلنت شرطة ابوظبي صباح أمس الاحد عن وقوع انفجارات في ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب مطار أبوظبي، وأسفر أحدهما عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.

وأضافت الشرطة بأن التحقيقات الأولية تشير إلى رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرات بدون طيار وقعت بالمنطقتين قد تكون السبب في الحريقين".

واتهمت أبوظبي، مليشيات الحوثي، باستهداف "مناطق و منشآت مدنية على الأراضي الإماراتية"، مؤكدة احتفاظها بحق الرد.

وقال بيان لوزارة الخارجية الإماراتية إن "الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم".

من جانبها اتهمت مليشيات الحوثي الامارات بانها تعمل في "خدمة أمريكا وأسرائيل".

وقال المتحدث الرسمي بإسم المليشيات الحوثية ورئيس وفدها المفاوض محمد عبدالسلام  إن "دويلة صغيرة في المنطقة تستميت في خدمة أمريكا وإسرائيل، كانت قد زعمت أنها نأت بنفسها عن اليمن لكنها انكشفت في الآونة الأخيرة خلاف ما زعمت".

وأضاف عبدالسلام "إثر ذلك فهي بين أن تسارع لكف يدها عن العبث في اليمن أو جاءها بقوة الله ما يقطع يدها ويد غيرها"، حد تعبيره.

وأثارت هذه الهجمات جدلا واسعا وردود أفعال كبيرة على المستويين الإقليمي والدولي حيث ادانت اليمن وباشد العبارات الهجمات الحوثية التي استهدفت العاصمة الإماراتية ابوظبي.

وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في بيان لها " إن ذلك يدل على تخبط المليشيات الحوثية المدعومة من ايران واحباطها بعد الانتصارات التي حققتها قوات الجيش الوطني والوية العمالقة المسنودة بقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في جبهات القتال بمأرب وشبوة".

كما أدانت الولايات المتحدة الامريكية الهجمات التي استهدفت مطار أبو ظبي الدولي ومنطقة المصفح الصناعية المجاورة، التي تسببت في سقوط عدد من الضحايا المدنيين، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها.

وأصدر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان بيانا، قال فيه: "الحوثيون أعلنوا مسؤوليتهم عن هذا الهجوم وسنعمل مع الإمارات والشركاء الدوليين لمحاسبتهم، والتزامنا بأمن الإمارات لا يتزعزع ونقف إلى جانب شركائنا الإماراتيين في مواجهة كل ما يهدد أراضيهم".

كما عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن إدانته لاستهداف ميليشيات الحوثي لمنشآت مدنية في دولة الإمارات فيما قالت وزيرة خارجية بريطانيا: ندين بأشد العبارات الهجوم الذي شنه الحوثيون على الإمارات.

 

من الذي هاجم أبوظبي؟

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي توالت ردود الأفعال، بشأن تلك الهجمات، وهل للحوثيين يد فيها أم أن الهجمات إيرانية وكان على مليشيات الحوثي مسؤولية تبنيها؟

وتساءل ناشطون ومغردون عن جدوى هذه الضربات ومدى تاثيرها على تغيير مسار الحرب في اليمن وانتقال التحالف الى مرحلة الحسم الحقيقي بعد مرور7 سنوات من المواجهات دون تحقيق أي تقدم.

وفي هذا الصدد يقول الصحفي عامر الدميني في تغريدة له على تويتر "بعد سبع سنوات من حرب التحالف في اليمن تتعرض الإمارات للاستهداف للمرة الثانية".

وتابع "أيا كان الطرف الذي قصف أبوظبي اليوم، فإن ذلك يعد تطورا ملفتا، في انتقال الحرب والضرر من اليمن إلى الإمارات وقبلها السعودية، وذلك يسلط الضوء على طبيعة الحرب الجارية في اليمن".

  

و اعتبر نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح عدنان العديني مليشيات الحوثي تهديد لكامل المنطقة وقال إن ارتباط الجماعة بطهران يجعل منها أداة طيعة لها".

وأضاف "عودة سلطة الدولة اليمنية كفيل بتراجع هذا التهديد وحماية المنطقة من خطره، متابعا "ندين استهداف الامارات من قبل حلف طهران".

من جانبه أكد عضو مجلس الشورى صلاح باتيس انه "رغم الجرح النازف في قلوبنا من قصف ‎الإمارات لجيشنا على مدخل عدن، ورغم ما تصنعه يوميا بدعمها كيانات موازية ومليشيات خارج الدولة وهذه أخطاء يجب أن تعالج بسرعة، إلا أننا ندين الاستهداف الجبان من قبل الحوثيين لمدينة ‎ابوظبي".

واعتبر باتيس الهجوم تأكيد على أهمية حسم المعركة واستعادة الدولة المختطفة في ‎اليمن.

  

بدوره اعتبر الكاتب الصحفي الجنوبي فتحي بن لزرق أن مليشيات الحوثي أصبحت شماعة تُلصِق بهم إيران هجماتها المسلحة التي تستهدف السعودية والإمارات.

وقال "دون المواجهة المباشرة مع إيران يظل الأمر ضرباً في البرذعة وتجاهلاً للحمار، أس المشكلة وأساسها، مضيفا "والأهم من ذلك ألا تتوقف العملية العسكرية التي أنطلقت صوب مأرب والبيضاء لأنها مصدر الألم الحقيقي لهذه الجماعة ومن خلفها (إيران)".

وأضاف بن لزرق "ادعاء الحوثيين بالمسئولية عن قصف المنشآت المدنية في الإمارات دليل إضافي على أن المنطقة لن تستقر إلا بإقتلاع هذه الجماعة وإنهاء سيطرتها، بقاء هذه الأداة الإيرانية يعني تدميراً لليمن وتهديداً لسلامة جيرانه وللمنطقة ككل".

  

بدوره يرى الدكتور محمد جميح أن ايران تبتز الدول العربية عن طريق ادواتها معتقدة ان تهديد امن العرب سيجلب رضخوهم.

وقال في تغريدة له "قصفت أدوات إيران الإرهابية اليوم مطار أبوظبي المدني، وقبلها قصفت مطار أبها وعدن وعسكرت مطار صنعاء، وقصفت المدنيين في مأرب والمخا وتعز والحديدة. تريد إيران ابتزاز الدول العربية عن طريق أدواته" "تعتقد أن تهديد أمن العرب سيجلب رضوخهم". مؤكداً أن "القوة هي الحل الوحيد الذي تعرفه تلك المليشيا".

  

الدكتورة ألفت الدُبَعي أستاذة علم الاجتماع في جامعة تعز ترى أن الضربة الموجهة نحو الإمارات لا يمكن أن تتم إلا بموافقة ايرانية صريحة، واعتبرتها دليل على ضغط حقيقي قامت به الامارات مؤخرا بالعمالقة ضد الحوثيين، الأمر الذي دفع ايران لتوصيل رسالة عبر الحوثيين أن مصالح ايران في اليمن خط أحمر، حتى لو كانت على حساب علاقتها  بدول الجوار.

وترى الدبعي أن الهجوم سينتج عن هذه إما تنسيق حقيقي بين دول التحالف لمواجهة خطر الحوثي على المنطقة واليمن في مقدمتها، أو تراجع الإمارات إلى مربع دعم الحوثيين والانسحاب تدريجيا من التحالف خوفا على زجاجات مبانيها واقتصادها.

  

الناشط السياسي محمد المقبلي غرد بالقول "تفجيرات مطار أبو ظبي تؤكد حقيقة مفادها أمس واليوم وغدا أن المليشيا الحوثية وكيلة ايران بالجزيرة العربي، ليست خطر على الأمن القومي اليمني فقط. بل على الأمن القومي للجزيرة العربية بما في ذلك الداعمين السريين للحوثي".
 

المحامي فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل يرى أن أي تأخير عواقبه وخيمة، مشيرا إلى أن السبع السنوات الماضية من البحث عن سراب السلام يؤكد صوابية الحسم العسكري".

وأكد الدكتور الحذيفي ان " استعادة صنعاء هو الحل الوحيد لاستقرار المنطقة العربية ككل ... نقطة من اول السطر".  

  

هل ستغير هجمات ابوظبي مسار المعركة؟

في تغريدة لنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على تويتر المح في تغريدة له الى استمرار المعركة بتويرتها الحالية ضد مليشيات الحوثي.

وقال في تغريدته التي رصدها محرر "يني يمن" "في هذه اللحظات التاريخية التي تشهد تقدماً عسكريا في جميع المحاور في اليمن؛ ستسجل المواقف البطولية لكل قادتها ورجالها من كل الأطراف بأحرف من ذهب، وسيتبعها تحقيق نجاحات أخرى - بإذن الله- تعجل بالأمن والاستقرار للشعب اليمني والمنطقة".

واعتبر بن سلمان ان "استمرار دعم ميليشيا الحوثي الإرهابية بالأسلحة والمعدات وتدفقها عبر البحر من خلال ميناءي الحديدة والصليف، وتحويل هذين الميناءين إلى مركزي تهديد لأمن الدول المجاورة والممرات البحرية الدولية، يمثل خرقاً لقرارات الأمم المتحدة والقوانين والأعراف الدولية، ويستدعي جهداً دولياً للتصدي له
".


واعتبر مراقبون تغريدة المسؤول السعودي بداية لإعادة المعركة الى مسارها الصحيح وفقا لأهداف عاصفة الحزم التي انطلقت قبل 7 سنوات.

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية