المجالس تؤدي اليمين في عدن
بعد ما سمي بتوحيد الكلمة مجموعة المجالس تحت مسمى المجلس الرئاسي تؤدي اليمين الدستورية أمام البرلمان اليمني في العاصمة المؤقتة عدن في ظروفٍ استثنائيةٍ لم يسمح لوسائل الإعلام بأي توثيق خارجي لأهم حدث في المرحلة اليمنية الحالية.
عيدروس الزبيدي أحد أعضاء المجلس يتحفظ عن أداء اليمين بالصيغة التي تحافظ على سلامة ووحدة اليمن، ما يعني أن المجلس أمام تهديد في بقائه بالعاصمة المؤقتة عدن.
وبحسب وول ستريت جورنال الأمريكية أن الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية في المملكة العربية السعودية ولا يسمح له بالتواصل مع العالم الخارجي.
ما يؤكد أن انقلاباً عسكرياً ناعماً اطاح به، الانقلاب هذه المرة لم يصنعه الجيش اليمني أو الساسة اليمنيون كالعادة، ولكنه صُنع من قبل دولتي التحالف العربي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتحت قبة مجلس التعاون الخليجي.
كان الانقلاب ذكياً للغاية حيث فرض كلما يريد بأدوات يمنية سماها مشاورات الرياض، ولمدة اسبوع واحدٍ فقط، لم يكن يعلم أي منهم لماذا حضر! وما دوره في هذه المشاورات! حتى تم اعلان البيان الأول وتنصيب المجلس الرئاسي المكون من ثمانية شركاء متشاكسون سابقاً تم توجيههم بأنهم حلفاء في صف واحد.
من يشعر أنه ضعيف وشرعيته مهزوزة وفرض من قبل الخارج فلن يستطيع أن يعمل إلا ما يحتاجه الخارج.
لا أجد فرقا في المكونات التي انشأتها الإمارات مثل المجلس السياسي لطارق صالح والمجلس الانتقالي لعيدروس الزبيدي
مع المجلس الرئاسي الموجود حالياً من حيث الشرعية الدستورية والاطار القانوني.
إلا أن السعودية والإمارات اتفقتا على توحيد هذه المجالس في مجلس واحدٍ يرأسه رشاد العليمي الذي حرص في بيانه الأول على تسمية هادي (بالرئيس السابق) لمحاولة طي صفحته إلى الأبد.
هذا النوع من الانقلاب فرضته الحرب الروسية الأوكرانية والتي أثرت سلباً على تصدير النفط والغاز إلى اوربا وأمريكا ولم يعد بمقدور التحالف الانشغال بالحرب اليمنية طويلة الآجل.
هل كان التحالف قادرٌ على حسم المعركة في اليمن قبل سبع سنوات؟ الإجابة لدى الجميع نعم!
لكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه وذهب للمشاريع الجانية ومنها تقسيم اليمن إلى دويلاتٍ متناكفةٍ يسهل ابتلاعها والتحكم فيها لاسيما وهي تمثل جغرافيا سياسية واقتصادية مهمة في المنطقة.
دول الاقليم المحيطة باليمن تتحمل مسؤولية تاريخية كبيرة أمام الشعب اليمني بسبب ما احدثته هذه الدول من شروخات كبيرة وكثيرة بين أبناء الشعب اليمني منذ خمسين سنة، وكذلك المرتزقة الذين اثبتت ثورة فبراير 2011م أنهم كانوا يستلمون مخصصات مالية من بعض دول الإقليم بدون وجه قانوني، ويعملون لصالح تلك الدول. أمر مخجل للغاية لكنه حقيقة.
المنطق يحتم على الجميع عدم تسطيح القضية إلى درجة أننا نردد جملة (المهم يخارجونا).
هادي ليس المقصود في كل ما حصل فهو بحد ذاته كارثة سياسية كبيرة وقع الجميع فيها، لكن القفز على الدستور اليمني وتعطيله والذهاب إلى فراغ دستوري هو الخطر القادم الذي يهدد شرعية الدولة ووحدتها.
اليمن دولة ذات سيادة ومهما انتهكت السيادة بسبب ضعف أو خيانة بعض رجالات الدولة فلا بد أن يبقى الجميع في مربع الحفاظ على سيادة الدولة.
ألم يكن المجلس الانتقالي تابعاُ ومرتهناً للإمارات وسلم الجزر والموانئ والمطارات وحتى المنشآت الحيوية التي تدعم الاقتصاد اليمني، وانتزع سقطرى من رمزي محروس ليسلمها لمعسكرات غير معروفة الهوية! ومشروعه هو الانفصال وفك الارتباط.
وكان حراس الجمهورية بقيادة طارق عفاش يتواطؤون مع مليشيات الحوثي في تعز ويهربون لهم السلاح من المخا وهو الميناء الذي يخضع لسيطرة ورقابة الإمارات! ثم سلموا الحديدة واعادوا التموضع في شبوة وانتزعوها من بن عيديو، وفتحوا فرعاً للمكتب السياسي في مأرب تمهيداً لإسقاطها وانتزاعها من سلطان العرادة!
ما الذي تغير في عشية وضحاها وأصبحت كل هذه المكونات التي كان الجميع يسميها مليشيات خارج نطاق الدولة، مجلساً رئاسياً يحكم اليمن وبدون أي تفويض لا من الشعب ولا من مجلس النواب ولا حتى من رئيس الجمهورية بشكل دستوري يحفظ لهم ماء الوجه.
اليمن لن تهدأ طالما والمتحكم بمصيرها إقليمي فقد شهدت انقلابات عسكرية متتالية ليس هذا آخرها.
بعد الثورة اليمنية عام 1962 تولى رئاسة الدولة عبد الله السلال من 27 /سبتمبر 1962 وحتى 5 /نوفمبر 1967م
وتم الانقلاب عليه وهو في مصر وتم حينها تنصيب القاضي عبد الرحمن الإرياني كمحلل رئاسي للفترة من 5 /نوفمبر 1967 حتى انقلب عليه عسكرياً إبراهيم الحميدي من 13 /نوفمبر 1974م
حتى انقلب عليه عسكرياً أحمد الغشمي في 11 /أكتوبر 1977م إلى مرحلة المحلل الرئاسي الثاني عبد الكريم العرشي لفترة وجيزة من 24 /يونيو إلى 18/يوليو 1978 ويتضح بعد ذلك انقلاباً عسكرياً قادة على عبد الله صالح واستولى على مقاليد الحكم إلى 11 /فبراير 2011م وكان خلال هذه الفترة يقود مسرحيات انتخابية ويلعب على رؤوس الثعابين كما كان يردد.
وتم اجباره على تسليم السلطة بشكل دستوري لنائبه عبد ربه منصور هادي إلا أنه في الحقيقة انقلاباً عسكرياً خارج نطاق ثورة الشباب السليمة، قادة علي محسن الاحمر بعد انضمام الجيش اليمني لساحات الثورة.
حتى عاد علي صالح وقاد انقلاباً عسكرياً بالتحالف مع مليشيات الحوثي التي انقلبت عليه فيما بعد وسيطرت على كل مفاصل الدولة، فيما غادر هادي اليمن إلى المملكة العربية السعودية حتى تم الانقلاب عليه فيها وتعيين مجلساً رئاسيا برئاسة رشاد العليمي ووضع هادي تحت الاقامة الجبرية بحسب الصحيفة المذكورة انفاً.
التعليقات