ما الذي يُميّز المجلس الرئاسي الحالي في اليمن؟

قال خبراء غربيون إنه من الواضح أن المجلس الرئاسي الجديد في اليمن يحاول أن يظهر أنه مختلف عن هادي. مشيرين إلى أن المجلس ربما يتميز عن المحاولات السابقة لتوحيد المعسكر المناهض للحوثيين.

ويرى الكاتبان الامريكيان جورجيو كافييرو، وايملي ميليكن، أن الهدنة المعلنة قبل شهر، والتي صمدت إلى حد كبير على الرغم من بعض القتال، سمحت للمجلس بتقديم نفسه على أنه موحّد للفصائل اليمنية المناهضة للحوثيين، ويعمل من أجل  حل دبلوماسي.

وأضافا في تقرير نشره موقع Aljazeera English, بأنه وبعد أكثر من سبع سنوات من الحرب التي مزقت الدولة اليمنية وتركت الملايين يعانون من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، يعتقد البعض أن هناك أسبابًا للتفاؤل الحذر بشأن انتهاء الحرب.

ويتكون المجلس الرئاسي من أعضاء من شمال وجنوب اليمن، وهو توازن مهم بالنظر إلى الانقسامات الإقليمية للبلاد، ومسألة دعم الانفصال حتى من داخل المجلس نفسه.

بعض أعضائه مقربون من المملكة العربية السعودية في حين أن البعض الآخر مدعوم من الإمارات العربية المتحدة، مما يساعد في تفسير سبب حصول الهيئة الجديدة على الدعم من كلتا القوى الخليجية.

بالنظر إلى الاشتباكات بين المجموعات المختلفة في الماضي القريب، يمكن أن يكون التكوين الأكثر شمولاً للمجلس الرئاسي  ذا أهمية كبيرة.

يقول الخبراء إنه لو استمر هادي في السلطة لكان من الصعب توحيد القوات المناهضة للحوثيين في البلاد. حيث تعتقد إليزابيث كيندال، الخبيرة البارزة في اليمن وكبيرة الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية في كلية بيمبروك في جامعة أكسفورد، أن المجلس الرئاسي لديه إمكانات أكبر للنجاح من المحاولات السابقة، وذلك على وجه التحديد لأنه همش هادي وأزال بعضًا ممن كانوا حوله.

ووفق كيندال، في عهد هادي، "لم تكن مناهضة الحوثيين تعني موالاة الحكومة.  وكانت حكومة هادي ضعيفة وغير كفؤة وتفتقر إلى الشرعية"، وأضافت بأنه   "على الرغم من فوز هادي في انتخابات 2012، إلا أنه كان المرشح الوحيد، وانتهت فترة ولايته في عام 2014، وبصفته نائب الرئيس السابق صالح، لم يمثل البداية الجديدة التي كان اليمنيون يأملون في تحقيقها بعد الربيع العربي".

لكن المجلس الرئاسي يواجه تحديات كبيرة تقلق المحللين. فبحسب التشكيل، يضم المجلس أعضاء من خلفيات جغرافية وسياسية وقبلية مختلفة.

ففي حين أن هذا يهدف إلى توحيد المعسكر المناهض للحوثيين، إلا أنه يعني أيضًا أن أعضاء المجلس لديهم رؤى متنافسة لليمن قد تجعل من الصعب عليهم البقاء متحدين ضد الحوثيين.

وأوضحت ألكسندرا ستارك ، باحثة بارزة في مركز أبحاث أمريكا الجديدة: "نظرًا لأن هذه الفصائل لها أيضًا مصالح متباينة، فقد لا يكون المجلس كافيًا للحفاظ على تماسكها".

وبالنظر إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي ملتزم باستقلال الجنوب، يتساءل الخبراء عن مقدار الدماء والتضحيات التي ترغب القوات المدعومة من أبوظبي في تكريسها لـ "تحرير" الأراضي الشمالية من الحوثيين.

بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى اتهامات المجلس الانتقالي الجنوبي ضد حزب الإصلاح، فقد لا يكون من السهل تجاوز المشاكل بين المجموعات التي يمثلها مختلف أعضاء المجلس، مما يثير الشكوك حول احتمالات قيام هذا المجلس بإخضاع الجنوب وتشكيل جبهة فعالة مناهضة للحوثيين بنجاح.

بغض النظر عن هذه الأسئلة المفتوحة، يعتقد المراقبون أن إنهاء رئاسة هادي كان ضروريًا لدفع اليمن إلى الأمام في اتجاه إيجابي ، وأن قيادته كانت عائقًا أمام السلام.

ووفق التقرير، فإن الوضع في محافظة مأرب الغنية بالنفط، حيث ورد أن الحوثيين انتهكوا الهدنة في بعض الحالات، لا يزال مصدر قلق.

ويرجح مراقبون يمنيون أن يحاول الحوثيون الاستفادة من غياب الضربات الجوية السعودية لإعادة تعبئة جهودهم العسكرية وإعادة تموضعهم قبل شن هجوم كبير للسيطرة على المدينة، والذي، إذا حدث، سيوجه أكبر ضربة للحكومة اليمنية.

*ترجمة يمن شباب

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية