صور تخطف القلوب.. مصور يكشف قصة "سويسرا" اليمن (صور)

جالت عدسة المصور اليمني الشاب هشام الهلالي وسط أحراش الطبيعة البكر في محمية حوف، التي توصف بأنها "سويسرا اليمن" وإحدى أكبر الغابات الموسمية في الجزيرة العربية، وتحديداً تقع على مسافة 120 كلم من مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة اليمنية، ويلقبها سكانها المحليون الذين يعمل غالبيتهم في الصيد والزراعة وتربية الإبل والمواشي، بأنها أرض العيون الكبريتية، وموطن اللبان العربي، وجنة الضباب الكثيف الذي يطوقها من جميع الجهات على مدار 3 أشهر خلال العام.




وقال هشام في حوار خاص لـ"العربية.نت" إن المحمية أشبه بغابة مفتوحة لا حد لاخضرارها الشاسع، تضم 18 تجمعاً قبلياً، وتعيش بداخلها حيوانات مفترسة مهددة بالانقراض، منها النمر العربي النادر والغزلان والوعول والضباع والقطط البرية، والثعالب الحمراء إلى جانب أن المحمية تتواجد فيها سلالات من السلاحف والدلافين، موطناً للنباتات 250 نوعاً، و65 نوعاً من الطيور النادرة والمهاجرة.

يملك هشام صوراً مدهشة لمحمية حوف، شاركها مع "العربية.نت"، معتبراً أنه قصدها للترويج لها سياحياً لاسيما أنها متاخمة لحدود سلطنة عمان في معزل تماماً عن آثار الحرب التي طحنت البلاد منذ 8 أعوام، كما أنها بحسبه دعوة لاستكشاف الوجه الجميل لتضاريس اليمن المنكوب.

من شغف طفولي لمصدر رزق

كما أوضح هشام أن نزوحه من محافظة تعز إلى مدينة مأرب منذ بداية الحرب عام 2014، قادته إلى تجسيد تلك المعاناة عبر الفوتوغراف. وأضاف: "عشقت العدسة منذ الطفولة، وفي 2018 قررت خوض التجربة بشكل كامل واشتريت كاميرا وبدأت ممارسة التصوير كمهنة لمصدر رزق".





وعن تجربته في محمية حوف، قال: "بالبداية كانت الزيارة لاستكشاف سياحي، وكنت كأي يمني لا أعرف عن محمية حوف الكثير، لكنني تفاجأت من شدة جمالها وجذبتني كثيراً فنقلت ذلك عبر الكاميرا للناس، ولاقت صوري التي التقطتها رواجاً كبيراً، وساهمت في تعريف الناس بهذه المحمية وتشويقهم لزيارتها.

كنز جغرافي

ويأمل هشام 23 عاماً أن يطوف جغرافيا اليمن بكامله للتنقيب عن وجهاتها ومحمياتها النقية التي لم تلوثها يد الإنسان، كمثال محمية حوف بوصفها كنز محافظة المهرة، ولكل محافظة يمنية كنزها الكامن. وتابع: "أتمنى لو أزور كل المحافظات وألتقط جمالياتها وأنشرها لكل الناس".





ملاذ سياحي لا تطاله الحرب

ومن وجهة نظر هشام فإن محمية حوف تشكل ثروة سياحية حقيقية لما تتكئ عليه من إرث نباتي وتنوع حيوي وطقس طبيعي خلاب، ويجد لزوارها متعة في استكشاف تجارب الحياة البرية، والتخييم والصيد والاستجمام والاسترخاء على بساط الطبيعة وارتشاف نقاوة هوائها وبرودة طقسها المنعش، مشيراً إلى أنها تجمع بين البحر والجبل، حيث تتحول المحمية في موسم الأمطار إلى جنة، وإلى وجهة سياحية لسكان المناطق الشرقية. ولفت الهلالي إلى أن المحمية أصبحت خلال السنوات الأخيرة متنفساً سياحياً لليمنيين للهروب من ويلات الحرب، وهذا يعود للترويج الإعلامي الذي أنصفها بعد تهميش طويل.

لقطات توثق لحظات النزوح

وقال هشام: "هناك من يلتقط الصورة ليؤجج الصراع، لكنني منذ البداية كنت ألتقطها لكي أساهم في إنهاء الصراع"، مفيداً: "وثقت لحظات النزوح، وكل صورة تعبر أن الحياة تستحق أن تعاش. كما وثقت الحياة أيضاً، والتقطت صورا لعملية التنمية في مأرب، تشرفت بلقطات لتاريخنا العظيم، السد والمعبد والعرش. في سيئون والمكلا وحوف رافقتني عدستي، حرصت على نشر كل جميل وكل ما يلهي الناس عن الحرب وألمها، بلدنا فيها ما يستحق الاحتفاء به".

كنوز سياحية ضد شعارات الموت

وعن رسالته عبر لقطاته، قال الهلالي: "رسالتي التي أريد إيصالها هي أن هذا البلد الجميل، هؤلاء الناس الطيبون لا يستحقون الدمار، بلدنا تستحق السلام والاستقرار، نستحق أن نعيش ونتنقل ونوثق جمال وكنوز بلادنا دون عراقيل، وإظهار صورتها التي يحاول أعداء الحياة الترويج لها بشعارات الموت".


أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية