رشاد العليمي في مهمة تسليم الدولة للمليشيا المسلحة

في الوقت الذي تذهب المليشيا التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات لمهاجمة القوات الحكومية في شبوة، وتهين علم البلاد وهويته، يذهب الرئيس العليمي لتشكيل لجنة عليا لتحصل إيرادات الدولة برئاسة رئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، لتكتمل مهمة المجلس الرئاسي في تسليم السلطة عسكريا وأمنيا وقضائيا واقتصاديا للانتقالي.

فكيف يمكن تفسير مواقف مجلس الرئاسة أمام ما يحدث من تطورات سياسية وعسكرية؟ ومن يتحمل مسؤولية إراقة الدماء وتجزئة الأرض وتمكين المليشيا منها؟ وهل ما يقوم به المجلس يعد انتصارا لمشروع التحالف في تقسيم اليمن؟ وياترى هل سيكرر العليمي أخطاء سلفه السابق؟

 

قرارات لتمكين المليشيا

في هذا السياق يقول المحلل السياسي، الدكتور عادل المسني، إن قرار العليمي الأخير بشأن تحصيل الإيرادات هو تمكين آخر للمليشيات، رغم أن مليشيا الانتقالي هي من تسيطر على هذه الإيرادات في عدن وغيرها من المحافظات، ولكن القرار جاء ليشرعن لها هذه السيطرة.

وأضاف: كما كانت مليشيا الانتقالي تسيطر على عدن ولحج وغيرها من المحافظات، واليوم المجلس الرئاسي يشرعن لها دخول محافظة شبوة.

وأشار إلى أن المجلس الرئاسي غير شرعي وغير دستوري وتم فرضه من قبل السعودية بالصورة التي تتناسب مع الذهنية السعودية والتي لا تقبل بالديمقراطية ولا بالحريات ولا بالانتخابات ولا بالتعددية.

ووصف السعودية بأنها الدولة الوحيدة في العالم التي ليس فيها انتخابات ولا برلمان، ولا دستور ولا تعددية، وسلوكها في اليمن يجسد هذه الذهنية، لافتا إلى أن الرئيس هادي مهد لهذه المرحلة، من تحقيق أجندات السعودية وجاء المجلس الرئاسي فقط ليضع اللمسات الأخيرة.

وأوضح بأن السعودية لديها ثأر مع ثورة فبراير ومع التغيير والدولة المدنية في اليمن، مشيرا إلى أنهت دخلت في هدنة مع إيران والحوثيين، وتفرغت لهذا الثأر من خلال ممارستها للانتقام الواضح من الوحدات العسكرية والأمنية التابعة للشرعية.

ولفت إلى أن ما جرى في شبوة صورة صادمة، وسقوط مدوي لمشروع التحالف في اليمن، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن بحاجة لهذا الصدام، كان الأمر يحتاج إلى قرار من الرئيس المليشياوي لعزل قادة هذه الوحدات كما عزل وزير الدفاع وغيره، ولا يوجد مبرر لاستخدام القوة والطيران المسير ضد الجيش.

ويرى الدكتور المسني، بأن العليمي إذا كان رئيسا بلفعل لكان تصرفه بشكل مختلف عما حدث في شبوة من إهانة للدولة وللهوية الوطنية، لكنه في الحقيقة هو موظف ينفذ أجندات السعودية المتعلقة بإسقاط الدولة اليمنية، والقضاء على الجيش الوطني وتنصيب المليشيات الخارجة عن القانون لتكون هي البديل عن الشرعية.

 

الكرة في ملعب الانتقالي

من جهته يقول المحلل السياسي، الدكتور عبدالوهاب الموح، إن الإيرادات كما يعلم الجميع منذ تحرير عدن من المليشيات الحوثية ظلت هذه الموارد تحت سيطرة المليشيات التابعة للانتقالي الجنوبي.

ويرى بأن الرئيس العليمي أراد من خلال قراره الأخير أن يلقي الكرة في ملعب الانتقالي أمام الجمهور الجنوبي، لأن الانتقالي دائما يستفيد من المال ويكرس وجوده ويوزع سلطاته ويتنصل عن الجانب الخدمي بذريعة أن الإيرادات تذهب إلى حكومة معين عبدالملك.

وأضاف بأن العليمي أراد أن يلقي الكرة في ملعب الانتقالي ويسلمهم بشكل رسمي موارد الدولة، ليقول لهم: لا داعي لأن تحركوا الشارع الجنوبي بموضوع غياب الخدمات.

وقال: الدكتور رشاد ومجلسه بني على أساس التوافق، وما حدث في الفترة الأخيرة كان إخلالا لهذا التوازن وكان انفراد بالرأي حينما أقال القيادات العسكرية والأمنية في محافظة شبوة، حينما لم يقيل أو يحاسب المحافظ الآتي من دبي.

وأضاف بأن المجلس الرئاسي أثبت بأنه موزع الولاءات ويبحث عن المصالح وهذه المصالح لدى المسؤولين والقوى السياسية أصبحت هي الداء الذي ينخر في عظم الجمهورية اليمنية.

وأشار إلى أن الطرف الآخر ( مليشيا الحوثي) قوة متماسكة على قلب رجل واحد حتى من تحالفوا معهم يسيرون حسب وجهة نظر المليشيات الحوثية الكهنوتية، ومن لا يقبل بهذا المسار يقصى ويضرب ويصل الأمر إلى القتل.

وأكد بأن القوات التي اشتركت في اكتساح شبوة اثبتت بأنها بيادق بيد الإمارات وهي من تحركها، مضيفا، بأنه يجب أن يكون لدى الجيش الوطني والمقاومة الشعبية رؤية واستراتيجية لمجابهة هذا الأمر، لا أن يظل يقول هؤلاء انفصاليين، ومليشيات مدعومة من الإمارات.

 

مهزلة وانبطاح

في هذا السياق يقول المحلل السياسي، عمر الهلابي، إن رشاد العليمي عند انقلابه على الشرعية الدستورية بدعم سعودي إماراتي، قبل الشعب بهذا الانقلاب أملا بالخروج من مأساة 8 سنوات وصل فيها لحالة لم يعد يحتمل أكثر من ذلك، ولكن العليمي اتضح بأنه مجرد أداة لتنفيذ مخطط خارجي واضح ولا يمتلك القرار.

وفي حديثه حول تمكين المليشيات وتوجهها نحو حضرموت يقول الهلابي، إن حضرموت الآن موقفها صعب، فهناك توجه لسيطرة الأدوات المصنوعة في عدن على المناطق المحررة ليتسنى لداعميها الدخول في حوار مع من ادخلوهم إلى صنعاء وإعادة التقاسم في السلطة والثروة، وخلق نظام يحكم اليمن يكون طوعا لمشاريع خارجية، ويمنع قيام مشروع وطني يمني يحقق لليمنيين ما يتمنوه.

وتساءل: ما موقف مجلس النواب اليمني من خطاب ممن يعتقد بأنه رئيس المجلس الرئاسي، وعندما يتحدث يكون لب حديثه: دخلت مع الأخ عيدروس وتحدثت مع عيدروس وتوافقت مع عيدروس ثم قررت أن يكون الأخ عيدروس رئيسا للجنة تحصيل موارد الدولة وإمكانياتها؟

وأشار إلى أن هذه المهزلة يعد نوع من الانبطاح لكل النواب الذين كان اليمنيون يأملون بهم أن يتصدروا المشهد بهذا الوقت وأن يوقفوا هذه الشرعنة التي يقوم بها رشاد العليمي في تسليم موارد الدولة لمن يجاهر بعدائه للدولة ويرتهن المسؤولين في قصر المعاشيق.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية