( جمهورية الشعب ) لا ( جمهورية الإصلاح )..

تعالت عظمة الإصلاح وسمت علياؤه حتى صيّره الخصوم وساووه بعظمة الوطن .. وعلى وقع أحقادهم ومكرهم وكيدهم الكبير أخذوا يضربون الوطن ويهدمون أسواره من حيث يحسبون أنهم يهدمون الإصلاح ويقوضون بنيانه الراسخ.

 

ومن هذا المنطلق غدا الإصلاح صرحاً من العطاء والصفاء يكنّ له الكثير من أتباعه وأنصاره ومحبيه الولاء ويضعون في محرابه قربان الطاعة لأنهم عرفوا منزلته ..

 

ولقد ساهم أعداؤه في الرفع من شأنه ـ وقيضهم الله ـ من باب نصرته لأوليائه ودينه بالرجل الفاسق ـ حتى نال الكثير من الاحترام من قبل المختلفين معه والكثير من خصومه ( المعتدلين )الذين لم يفجروا تجاهه في الخصومة.

 

عاش الإصلاح منذ تأسيسه ردحاً من الزمن يبني مؤسسات الدولة ويذود عن حياضها ويقدم في سبيل بقائها والدفاع عنها الكثير من الجهد والدماء والتضحيات الجسيمة ..

 

متعايشاً مع بقية المكونات والأحزاب متقبلاً لها ومتقبلة له في توافق جميل وشراكة وطنية فاعلة .. لا يميزه عنها شيء من محبة الوطن والإخلاص له ..

 

حتى جاء من الشياطين من يقصيه وينكر فضله ويشيطنه ويرميه بكل منقصة .. فكان حاله مع الإصلاح كذلك القزم الذي اعتلى كتف العملاق وظنّ في لحظة بل وفي غفلة من الزمن أنه المسيطر على مقاليد الأمور فانتفش ريشه وأصبح ( كالقط يحكي انتفاشاً صولة الأسد ) !!

 

وفي غمرة الحقد وسكرة الغرور والانتشاء بالقوة الجوفاء والنصر المزيف .. أهانوا راية الجمهورية وداسوا كرامة شعب ادعوا أنهم قَدِموا ليحررونه من سطوة الإرهاب .. ولاإرهاب ولا وحشية إلا فيما فعلوه في حق الشعب والوطن ..

 

كل ذلك ظناً منهم أنه نكاية في الإصلاح ويا لغبائهم .. فالعلم الوطني الذي وطأته أقدامهم .. والراية التي داسوها هو علم وراية الوطن لا علم وراية الإصلاح ..

 

والمؤسسات التي نهبوها وقوضوا بنيانها هي مؤسسات الوطن لا مؤسسات الإصلاح .. والمدافع التي صوبوا فوهاتها إنما كانوا يصوبونها نحو صدر الوطن لا إلى صدر الإصلاح.

 

وهكذا استهدفوا بضرباتهم كل منجز غالٍ بذريعة أنه للإصلاح .. وإنما كان هو ملك الوطن الذي تلبسه الإصلاح وتماهى فيه عشقاً وهياماً وتضحية حتى صار كلاهما واحداً ..

 

فلم تفرق عقلية المليشيات البليدة بينهما .. وأنى لها أن ترقى إلى هذا السمو وتصل إلى هذا المستوى وتدرك كنه هذه المعاني الروحية الطاهرة والظلمة تملأ كل ركن من أركانها العطنة .. وتحيط بكل زاوية من زواياها الكالحة.

 

لقد جعل الأعداء ـ المتخفَّون في لباس الحامي والمدافع ـ من تلك المحبة وذلك التماهي حجة وذريعة ومبرراً لتدمير اليمن والنيل من رموزه والقضاء على مقوماته وإسقاط كيانه ..

 

وصاروا بأفعالهم المتهورة واللا مدروسة في مواجهة الشعب أجمع لا في مواجهة الإصلاح فحسب .. ومن كان الشعب خصمه هلك وانهزم لا محالة.

 

وكنتيجة حتمية لمآلات الصراع .. سيلتف الشعب حول الإصلاح .. حول من خدمه واستمات في انتشاله من ربقة العبودية .. وسيصبح الإصلاح غنياً ومنتصراً بشعبه وبوطنيته .. ينطبق عليه قول الشاعر أبو الأحرار .. محمد محمود الزبيري رحمه الله :

 

خذوا كل دنياكمو واتركوا

 فؤادي حراً طليقاً غريباً

 

فإني أعظمكمو ثروة وإن

خلتموني وحيداً سليباً

أقراء أيضاً

التعليقات

أخبار مميزة

مساحة اعلانية