الحرب تزج بأطفال اليمن الى سوق العمل بعد ان "تحّولت مدارسهم إلى ثكنات"

دخل محمد أحمد (17 عامًا) منذ ثلاث سنوات سوق العمل بعد أن اضطر لترك مقاعد الدراسة من أجل مساعدة أهله. ويعتبر محمد واحدًا من كثيرين أثرت الحرب المستمرة في اليمن على مستوى أُسرهم اقتصاديًا.

ويقول محمد لـ"العربي" إنه أُجبر على ترك الدراسة من أجل مد العون لأهله وتوفير مصاريفهم اليومية التي يقوم بإرسالها من صنعاء إلى حيث يقيمون في محافظة تعز.

وشهدت صنعاء ومدن يمنية أخرى انخراط كثير من الأطفال في أعمال ومهن لا تتناسب مع أعمارهم ولا قدراتهم البدنية، لكنها سبيلهم الاضطراري لمواجهة صعوبة المعيشة في زمن الحرب.

وقد جاء الدخول في سوق العمل على حساب العملية التعليمية للأطفال الذين تركوا مقاعد الدراسة إما بشكل كامل أو أن يجمعوا بينها وبين العمل في أحسن الأحوال.

وقد أدى تردي الاوضاع الاقتصادية في ظل ظروف الحرب وانقطاع الرواتب لدفع الطفل أن يتحمل أو أن يشارك في تحمل المسؤولية مع المعيل. وتتفاقم المشكلة في حال كان هناك فقدان للمعيل أو عجزه عن العمل.

ودمرت الحرب نحو 3 آلاف مدرسة في عموم اليمن بينها 300 دمرت بشكل كامل، الأمر الذي عزز عملية التسرب من تلك المدارس والتحول إلى سوق العمل كالورش والمحال التجارية وغيرها.

وتقول رئيسة منظمة سام للطفولة والتنمية بثينة القرشي إنه وفقًا لمنظمة العمل الدولية ومنظمات حقوقية فإنّ نسبة عمالة الأطفال في اليمن تزايدت بشكل كبير خلال الثمانية سنوات الماضية والتي أثرت في اليمن.

وتشير القرشي في حديثها لـ"العربي" من صنعاء إلى أن الحرب حوّلت الكثير من المدارس إلى ثكنات عسكرية وصارت مزروعة بالألغام ما يعقد مسألة عودة الدراسة فيها.

وتوضح رئيسة منظمة سام أنهم يقدمون مبادرات مستمرة من أجل إعادة الأطفال إلى مقاعدهم الدراسية والسعي إلى توفير مشاريع صغيرة لعوائل الأسر من أجل دعم هذه المبادرات وتوفير بيئة اقتصادية مناسبة لهم.

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية