٢٦ سبتمبر أعمق من ثورة وحكم الائمة يتجاوز فكرة الاستبداد
لم تكن ثورة ٢٦ سبتمبر انقلابا على نظام حكم طاغي ولا ثورة عابرة على عهد استبدادي بل كانت أكثر من هذه التعاريف واعمق بسبب شكل وجوهر نظام الأئمة حيث كانت الثورة أمام هذا الوضع عملية تحرير شاملة للوطن والانسان من نظام يختلف عن أي نظام مستبد في العالم حيث يتسم دون سواه بفكرتين وصفتين
الفكرة الأولى: الكهنوتية
فلم يكن استبداد فردي ولاتخلف نظام بل هو الى جانب كل النعوت والاوصاف السلبية التي تتصف بها أنظمة الحكم الاستبدادية كان نظام كهنوتي يحكم معتمدا خرافة التقديس التي تدعي حق التفويض الإلهي بالحكم المطلق
وهذا يعني ان إرادة الحاكم الكهنوتي من إرادة الله واي خروج اواعتراض او مطالب مشروعة ضد إرادة الإمام هو اعتراض على إرادة الله وصولا إلى الكفر الذي يستحق صاحبه هدر الدم ونهب المال وهذه طبيعة معتمة وموحشة تصبح الحياة الكريمة فيها مستحيلة وهي فكرة لم تكن موجودة عند الانظمة المستبدة التي انتفضت ضدها ثورات شعبية سواء على المستوى العربي أو العالمي مثل النظام الملكي في مصر والعراق مثلا فلا مقارنة كما لاتوجد في اي نظام عنصري في العالم
الفكرة الثانية: العنصرية
وفكرة العنصرية هي اهم مايميز نظام الكهنوت الامامي حيث يقسمون الناس الى سادة وعبيد ويرون إنهم عرق طاهر. نقي مفضلين على بقية الناس على خلفية النسب بينما بقية الشعب من مراتب دنيا من أوساخ الارض و خلقت بالأساس لخدمة اولياء الله واحبائه( الإمام السيد وأسرته وأبناء عمومته) وعلى هذا لامعنى لأي حقوق مادية أو معنوية للشعب لنكون أمام نظام اشبه بنظام عبودية ورق لشعب باكمله يعتمد على نصوص دينية مكذوبة وخرافية تميز الناس وتفرقهم بين سادة وعبيد والفرق بينهم كما قال احد ائمتهم مثل الفرق بين( التراب والتبر) اي بين التراب و الذهب وبإمكانك ان تقارن من حيث القيمة بين الذهب والتراب
ولكي تعرف المدى الذي وصلت اليه الاستهانة بالشعب يكفي ان تعرف ان عمال الإمام ومساعديه ومشايخ القبائل كان عليهم عند ما يقدم أحدهم عريضة الى الإمام التوقيع بجملة.( خادم تراب نعالكم الكريم )؟!
وكنتيجة لفكرة الكهنوت و العنصرية يمارس الائمة والسلاليين من احفادهم صفتين لترسيخ وتكريس نظام الكهنوت العنصري
وهما
١--:القسوة :
و قسوة هذا النظام في قمة البشاعة والماضي والحاضر يتحدث عن القسوة والمبالغة في العنف والإستهانة بدماء واموال الشعب والترهيب الممنهج من خلال سفك الدماء وتهديم المنازل ونهب الممتلكات فالكهنوتية والعنصرية تجعل دماء الشعب واموالهم رخيصة في سبيل تكريس حكم اعلام الهدى فيشرعنون لسفك الدماء ونهب الأموال كحق وواجب وهناك مراجع ونظريات تؤكد استحلال الدماء والاموال فاغلبية الشعب بنظرهم( كفار تأويل) أموالهم ودمائهم مستباحة
٢-- التجهيل
ولأنه من المستحيل ان تبقى الكهنوتية والعنصرية تحكم شعب عريق مع وجود العلم والمعرفة والوعي بالحقوق والواجبات فان التجهيل والإبقاء على شيوع الجهل تبقى استراتيجية في النظام الكهنوتي
فالعلم مثل الحكم والمناصب من حق بني هاشم اولا و خاصة بالنسب المميز بخمس نجوم
واذا تعلم بعض أبناء القبائل أو سلموا مناصب فمن الفتات وفي حدود قيمة التراب مقابل قيمة الذهب
هذه الطبيعة الكهنوتية العنصرية تجعل هذا النوع من الحكم أسوأ أنواع الاستعباد في التاريخ ومن هنا تعرف اهمية وقيمة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر
ولذلك كله سيبقى الشعب يحتفي باسمها لأنها تعني وجوده وهويته تحمل قيم الحريةو المساواة وتحمي تاريخ وكرامة اليمنيين
وسيبقى هذا الشعب يتعامل مع الكهنوتية والتميز العنصري كحالة وباء مدمرة للحياة والوطن
وسيمضي متسلحا بالوعي اولا فالمعركة اليمنية هي معركة وعي في المقام الأول وكلما تعمق الوعي تبخر الجهل ولهذا لاغرابة ان يرى هولاء في التعليم والمدارس العدو الأول والخصم الذي ينهي اوهامهم
التعليقات