صحيفة : قرارات العليمي الاخيرة مدفوعة بضغوط سعودية
كشفت جملة من التعيينات التي أصدرها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، مساء الثلاثاء الماضي، في السلطة المحلية بوادي وصحراء حضرموت، عن اتجاه لتمكين أبناء المحافظة من حكمها، بحسب صحيفة العربي الجديد. 

وعيّن العليمي بقرار جمهوري، الشخصية القبلية والسياسية البارزة، الوكيل السابق للمحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء عصام حبريش الكثيري، وكيلاً لوزارة الإدارة المحلية لقطاع تطوير السياسات المحلية، وذلك بعد أشهر من إقالته من منصبه كوكيل لمحافظة حضرموت من قبل عضو مجلس الرئاسة، المحافظ السابق لحضرموت، فرج البحسني، إثر خلافات بين الرجلين. 

كما شملت القرارات تعيين عامر سعيد سالم العامري وكيلاً لمحافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء، التي تشكل الجزء الأكبر من مساحة حضرموت، وتمتد من حدود محافظة المهرة أقصى شرقي البلاد وصولاً إلى منفذ الوديعة البري. والعامري بحسب مصادر محلية مطلعة، ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام، وله علاقات واسعة مع مختلف الأطراف، وعلاقة وثيقة بالسعودية، الجار الأقرب للمنطقة التي تشترك معها عبر حدود واسعة ومنفذ بري. 

شملت التغييرات مناصب في المنطقة العسكرية الأولى التي يطالب "الانتقالي" برحيل قواتها من المحافظة 

وشملت التغييرات التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" بنسختها التي تديرها الحكومة، مناصب في المنطقة العسكرية الأولى التي تتمركز في مديريات الوادي الغنية بالنفط والحيوية للاقتصاد الوطني. وتأتي هذه التعيينات بالتزامن مع تصاعد تحركات "الانتقالي" المطالب برحيل تلك القوات على خلفية أصولها الشمالية. 

وعيّن العليمي العقيد الركن عامر عبدالله محمد بن حطيان، أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى، وهو كان سابقاً قائد الكتيبة الخاصة التابعة للنخبة الحضرمية المدعومة من الإمارات في المكلا. 

وقالت صحيفة العربي الجديد إن تعيين ابن حطيان رئيس لاركان المنطقة الاولى فتح التكهنات حول ما إذا كانت التغييرات مقدّمة لتمكين "الانتقالي" من وادي حضرموت، كما جرى في شبوة حين أقيل المحافظ السابق محمد بن عديو وعُيّن مكانه عوض الوزير، والذي مكّن دعاة الانفصال من المحافظة في وقت لاحق. لكن مصادر محلية قالت لـ"العربي الجديد" إن "علاقات بن حطيان أوسع، وهو شخصية أقرب إلى الاعتدال". 

كما جرى تعيين العقيد الركن ناصر صالح محمد حسين الوادعي، أركان حرب اللواء 135 مشاة، التابع للمنطقة ذاتها. 

ونقلت الصحيفة عن مصدر حكومي مطلع، لم تذكر اسمه، إن قرارات العليمي "مدفوعة بضغوط سعودية، وبالنظر للشخصيات التي جرى تعيينها ففيها مخاتلة (مناورة) للجميع". 

وأوضح المصدر أنه "تمت إقالة يحيى أبو عوجاء من منصبه في أركان المنطقة العسكرية، وكذلك أقيل عصام الكثيري رسمياً من منصبه على رأس السلطة المحلية في الوادي، وهما المحسوبان وفق الانتقالي على حزب الإصلاح، وجيء بشخصيات حضرمية معروفة وعلى علاقة بمختلف التوجهات". 

ولفت المصدر إلى أن القرارات جاءت بعد أيام على لقاء تشاوري عقد في مدينة سيئون يوم السبت الماضي، دعا له قائد قوات التحالف في المدينة، المقدم ركن السعودي، ضيف الله المطيري، وضم قيادة السلطة المحلية وقائد المنطقة العسكرية الأولى وشخصيات سياسية وقبلية لتدارس المستجدات. 

ويرى مراقبون أن النفوذ التاريخي للجارة السعودية في حضرموت، والتي ترتبط معها بمساحة حدودية واسعة ومنفذ بري، يمثل تحدياً أمام مشروع "الانتقالي". 

وبدأت الرياض بخطوات عملية دلت على رفض سيطرة "الانتقالي" على المحافظة. ومن أبرزها الاجتماعات التي عقدها قائد قواتها في سيئون أخيراً، إضافة إلى دعمها شخصيات قبلية بارزة ووازنة من آل كثير وآل التميمي وشخصيات من قبيلة الصيعر المنتشرة في المنطقة الحدودية. 

من جهته، قال أمين عام مرجعية قبائل حضرموت الشيخ جمعان بن سعد، لـ"العربي الجديد"، إن "الانتقالي يهدف إلى تمدد قواته على أكبر مساحة ممكنة من المحافظات الشرقية بعد أن تمدد في الجنوب، وهي الخطوة التي يعتبرها ضرورية لتمكينه من التفاوض بشان مستقبل المناطق الواقعة تحت سيطرته ومستقبلها السياسي". 

وعن موقف مرجعية قبائل حضرموت، وهي المكون القبلي الأقوى في المحافظة، قال بن سعد: "موقفنا واضح ومعلن، وهو رفض استقدام أي قوات من خارج المحافظة، والمطالبة بتمكين أبناء حضرموت من الكفاءات العسكرية لتولي زمام الأمور"، مضيفاً "كما ترفض المرجعية ملشنة الحياة وتؤكد ضرورة أن تكون أي قوات عسكرية ضمن إطار وزارتي الدفاع والداخلية". 

وحول الموقف السعودي، ذكر بن سعد أن "مندوب التحالف في الوادي أكد (في اجتماع يوم السبت الماضي) أنهم ضد أي دعوات لتفجير الوضع في الوادي، مؤكدين دور المنطقة الأولى في الحفاظ على الأمن والاستقرار". وأضاف: "موقف المملكة مرهون برؤيتها هي لما يحقق أمن حدودها، وحتى الآن الموقف المعلن هو الرفض التام لأي تحركات عسكرية خارج الإطار الرسمي للدولة".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية