مركز دراسات يتوقع ثلاثة سيناريوهات محتملة لإنهاء الحرب في اليمن
قال مركز دراسات أن مؤشرات إغلاق ملف الحرب في اليمن بات مطروحاً مِن عدَّة أطراف محلِّية، وإقليمية، ودولية، بالإضافة إلى توجُّهات الأمم المتَّحدة بهذا الشَّأن.
وأشار مركز المخا في دراسة حديثة له، إلى أن الحرب التي أدارها التحالف العربي منذ 26 مارس 2015، أدَّت إلى القضاء على ما تبقَّى مِن مظاهر الدَّولة في اليمن، وعزَّزت وجود مليشيَّات مسلَّحة خارج سيطرة الحكومة، وفشلت في القضاء على انقلاب صنعاء الذي قامت به جماعة الحوثي، في 21 سبتمبر 2014م، وتسبَّبت في خلق أكبر أزمة إنسانية في العالم، بعد أن دمَّرت الاقتصاد ومزَّقت المجتمع، وباتت تهدِّد وحدة اليمن واستقراره.
وتوقعت دراسة للمركز ثلاثة سيناريوهات لإنهاء الحرب في اليمن، أولها إنهاء الحرب وفق رؤية "التَّحالف"، بحيث يتمكَّن "التَّحالف العربي"، بقيادة السُّعودية، مِن عقد اتِّفاق مع جماعة الحوثي، بوساطة عُمانية، يمنحها السَّبق في تحقيق أجنداتها وأهدافها، مع تقديم تنازلات لجماعة الحوثي، في مقابل التزامات تقدِّمها الجماعة للنِّظام السُّعودي.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل بإنهاء الحرب وفق رؤية المساعي الأممية والدُّولية، وذلك في حال تمكَّنت جهود المبعوث الأممي، والمبعوث الأمريكي، مِن إقناع الأطراف اليمنية بقبول اتِّفاق يتمُّ بموجبه إنهاء الحرب بين الأطراف المتصارعة، وفق رؤية أممية (أمريكية.. بالحقيقة)، مع مراعاة مصالح القوى الأخرى.
وبالنسبة للسيناريو الثالث –بحسب الدراسة- فيتضمن إنهاء الحرب وفق رؤية يمنية خالصة، وفق إحدى حالتين: إما أن تتمكَّن القوى والأطراف اليمنية المتصارعة مِن تحقيق توافقات وتفاهمات بينيَّة، وصولًا إلى اتِّفاق ينهي الحرب، ويؤسِّس لعملية سياسية توافقية ومرحلة انتقالية، أو فرض متغيِّرٍ جديد يقضي على الانقلاب بصنعاء، مِن خلال خيار عسكري حاسم، بهدف قطع أي مبرِّر لاستمرار الحرب؛ وأن يكون ذلك برؤية وطنية خالصة، ومستقلَّة عن أيِّ إملاءات.
لكن دراسة مركز المخا للدراسات تٌرجح سيناريو إنهاء الحرب وفق رؤية "التَّحالف"، لإحكامه الهيمنة والنفوذ على المشهد اليمني، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً.
وأشارت الى تغييب متعمد للقوى الوطنية عن التَّأثير، في ظلِّ تشتُّتها وضعفها؛ فضلًا عن الظُّروف الدُّولية التي أتاحت لهما (السُّعودية والإمارات) فرض أجنداتهما في المنطقة مِن خلال نفوذهما الاقتصادي على المستوى العالمي، وتأثيرهما على أسواق الطَّاقة، في فترة حرجة تواجهها الدُّول الغربية في ظلِّ الحرب الرُّوسية ضدَّ أوكرانيا.
وذكرت الدراسة أنَّ فرصة إنهاء الحرب وفق رؤية محلِّية، وتوافق يمني- يمني، غير ممكنة؛ لافتة إلى أنَّ أغلب القوى المؤثِّرة في الصِّراع مرتبطة بدول الإقليم (السُّعودية- الإمارات- إيران)، الدَّاعمة والمموِّلة لها، والمستندة عليها في تحقيق أجنداتها وأهدافها، ما يجعل دول الإقليم الأكثر تأثيرًا في قرار إنهاء الحرب أو استمرار الصِّراع، وخصوصًا دولتي "التَّحالف" (السُّعودية والإمارات)، كونهما مسنودتان مِن القوى الكبرى.
التعليقات