تشييع الشاب "المكحل" وسط غضب شعبي وروايات حوثية متناقضة حول مقتله

وسط غضب شعبي عارم تم في محافظة غب تشييع جثمان الشاب "حمدي عبدالرزاق المكحل" الذي قتل بظروف غامضة داخل مقر أمني يتبع جماعة الحوثي في محافظة إب (وسط اليمن) الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وشيع الآلاف من ابناء مدينة إب عصر الخميس جثمان حمدي عبدالرزاق المعروف بـ"المكحل"، والذي توفي يوم الأحد الماضي، داخل سجن تابع للميليشيا في المدينة نفسها وذلك بعد أيام من اختطافه، وسط اتهامات للميليشيا بقتل الشاب الذي كان ينشط ضدها في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحولت جنازة الشاب المكحل التي شهدتها مدينة إب إلى تظاهرة غاضبة ضد الميليشيا، وردد المشاركون فيها هتافات وشعارات تطالب بخروج الميليشيا من المدينة، من بينها "ارحل ارحل يا حوثي" و "لا إله إلا الله والحوثي عدو الله" و "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".

وتناقضت الروايات التي نشرتها ميليشيا الحوثي حول أسباب وفاة الناشط "حمدي عبدالرزاق الخولاني" وذلك عقب تحول جنازته أمس الخميس، إلى انتفاضة رفض ضد الميليشيا وآلتها القمعية في المحافظة.

ونشرت الميليشيا حول وفاة الشاب "المكحل" ثلاث روايات على الأقل إحداها نشرت من قبل ما يسمى "الإعلام الأمني" التابع لها، في ساعات الفجر من اليوم الجمعة، سبقها بوقت قصير روايتان لمدير وكالة الأنباء "سبأ"، ومدير صحيفة الثورة الخاضعتان للميليشيا.

وقال البيان الرسمي الذي جاء بعد خمسة أيام على الحادثة، "إن ما يدار وما يتداول في بعض وسائل الإعلام وبعض القنوات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي حول وفاة المدعو حمدي عبدالرزاق الخولاني من تعرضه للتعذيب والتصفية ليس له اساس من الصحة وعار الحقيقة".

وزعم البيان أن الشاب أنتج "فيديو في قناته باليوتيوب بالسب والشتم والقذف لأسرة" من جيرانه، وإن الأسرة تقدمت بشكوى، استدعى على إثرها إلى إدارة شرطة المحافظة، "وبعد أن حضر المذكور تم توقيفه في إدارة شرطة المحافظة لمعالجة ذلك وديا أو إحالتهم الى النيابة المختصة وفقا للقانون".

وأضاف أن الشاب خرج مع آخرين فجر يوم الأحد الماضي، إلى "دورة المياه للوضوء" وأنه "أبقى حنفية الماء مفتوحة وخرج من شباك دورة المياه الدور الثاني الى داخل حوش الإدارة ومن ثم القفز من على سور حوش إدارة شرطة المحافظة إلى الخارج".

وتابع أنه "عند تفقد الموقوفين تبين لمسؤول التوقيف عدم تواجد المدعو .. وتم تقييد البلاغ بحالة هروب السجين، وتم التوجيه بالتحري عن المذكور والانتقال الى سكنه ومسكن أحد أقاربه، وتم التنسيق مع عاقل الحارة التي يسكنها المذكور بالإبلاغ عنه وعن تواجده بالحارة".

وقال إنه "في تمام الساعة التاسعة يوم الأحد، تم إبلاغ عمليات البحث الجنائي من أحد أفراد حراسة المجمع القضائي عن وجود جثه في بدروم عمارة قيد الإنشاء جوار المجمع القضائي، وتم تشكيل فريق من الضباط للانتقال الى موقع البلاغ، وعمل محضر بذلك وتحريز محيط موقع الجثة".

وأضاف أنهم نقلوا "الجثة الى مستشفى جبلة التعليمي وتم اعداد محاضر جمع الاستدلالات من قبل ضباط البحث الجنائي وأخذ أقوال المبلّغ عن وجود جثة المذكور ومالك وحارس العمارة ومستلم حجز الإدارة وأخو المتوفي وعدد من الموقوفين في حجز الإدارة وتم تسليم ملف القضية للنيابة البحث والأمن، وبناء على طلب أسرة المذكور لوكيل نيابة البحث بتسليم الجثة تم تسليم جثة المذكور لأسرته من قبل النيابة بعد عرضها على الطبيب الشرعي".

وخلا البيان الرسمي من ذكر سبب وفاة الشاب، والذي قال إنه وجد متوفياً "جثة في بدروم عمارة قيد الإنشاء"، مناقضاً بذلك ما نشره عبدالرحمن الأهنومي، مدير صحيفة الثورة الرسمية التابعة للميليشيا والذي قال على تويتر إنه "وخلال محاولته (المكحل) الهروب سقط ع الأرض وفارق الحياة".

مدير وكالة سبأ الخاضعة للميليشيا نصر الدين عامر، كان قد ظهر في مقطع فيديو مدافعاً عن جماعته، مؤكداً أن الشاب لم يكن له أي توجه سياسي أو معارضة للميليشيا، رغم فيديوهاته الكثيرة التي هاجم خلالها الميليشيا واتهم قيادتها بالسرقة والنهب والظلم والطغيان.

واعتبر عامر استجابة الشاب وحضوره إلى إدارة قسم الشرطة دليلاً على اطمئنانه وثقته بهم، دون توضيح لسبب محاولته الفرار والتي زعم أنها سبب وفاته.

 

 

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية