لماذا تسعى مليشيا الحوثي إلى الخيار العسكري؟

في ظل الدعوات المتزايدة لإحلال السلام في اليمن، تأخذ مليشيا الحوثي الصراع نحو منعطف خطير، إذ صعّدت في الآونة الأخيرة نشاطها العسكري، الذي حمل تهديدا مباشرا بقطع الطريق الرابط بين مأرب وشبوة، وصولا إلى عرض عسكري ومناورات في الجوار.

نفذت مليشيا الحوثي عرضا عسكريا لقوات جديدة في محافظة الحديدة، ومناورة في الحدود السعودية بمختلف أنواع الأسلحة، وبمشاركة الطائرات المروحية، والعمودية والمسيّرة، وصولا إلى الهجوم الذي شنته على قوات الجيش الوطني، وقوات العمالقة، في جبهات مديريات حريب جنوبي مأرب.

 

- امتعاض حوثي

يقول سفير اليمن لدى اليونسكو، الدكتور محمد جميح، لـ قناة بلقيس: "إن مليشيا الحوثي بعد توقيع الاتفاق الإيراني - السعودي لا يبدو رغم ترحيبها أنها سعيدة بهذا الاتفاق، ويبدو هناك نوع من الامتعاض وعدم الموافقة".

وأوضح أن "الأعمال، التي قامت بها المليشيا في الفترة الأخيرة، المناورة العسكرية والعمليات العسكرية، الهدف منها إرسال رسالة أن هذا الاتفاق لا يعنيها، وتريد أن تقول إن لديها نوعا من الاستقلالية، وهذا غير صحيح وغير واقعي، لأنها -خلال عام كامل- والمليشيا ملتزمة بشكل كبير بالهدنة، خصوصا تجاه السعودية، رغم أنها لم تجدد، وإن كانت هناك خروقات هنا أو هناك".

وأضاف: "ليس للمليشيا أي مصلحة من الاستقلال من إيران، بل إنها بدون إيران ستختنق بكل تأكيد، وإنما هي تحاول إرسال رسائل إلى الداخل بأنها ذات سيادة، ولم ترهن قرارها للإيرانيين، مع أن المناورات، وبعض العمليات هنا أو هناك لا تعني شيئا".

وأشار إلى أن "اليمنيين بدأوا يكتشفون بأن مليشيا الحوثي تتحرك بإذن من إيران، عندما أمرتها إيران بالتوقف توقفت، حتى دون تجديد الهدنة".

 

- دلالات وإشارات

من جهته، يقول الباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، الدكتور علي الذهب: "إن هذه العمليات والمناورات العسكرية الحوثية ربما تحمل دلالات وإشارات لدول الجوار، خصوصا المملكة العربية السعودية، وللعالم الخارجي، وأيضا تحمل رسالة إلى الداخل، والتي تفيد بأنها ليست كما كانت قبل 8 سنوات، وأن الحرب لم تؤثر فيها، وأصبحت قوية أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف لـ قناة بلقيس: "هذه الترتيبات والمناورات ليست داخلة ضمن الهدنة، حتى يكون هناك احتجاج بشأنها من قِبل الحكومة أو التحالف، وهي تمرينات تكتيكية تنفذ للاستعراض والتمرين واستغلال الجاهزية القتالية وكفاءة الأفراد والقادة والآليات المختلفة، وإن كانت في جوهرها توجِّه رسائل مستفزة للحكومة والتحالف، أو حتى لإيران نفسها".

وتابع: "مليشيا الحوثي دائما تعرف ماذا تريد، وماذا تفعل، فهناك حرب فرض إرادات، وفرض الإرادات تستخدمها بكافة الوسائل القوة الصلبة والناعمة، في الوقت الذي لا يبدي الطرف الآخر أي جدية تجاه حسم هذه المسألة، أو اتخاذ نفس النمط الذي تقوم به المليشيا".

أقراء أيضاً

التعليقات

مساحة اعلانية