في الذكرى الـ8 لقصف التحالف معسكر الجيش الوطني في العبر.. أين نتائج التحقيق؟
يصادف السابع من يوليو هذا العام الذكرى الثامنة لحادثة قصف معسكر العبر، الذي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من الجيش، أبرزهم العميد أحمد يحيى الأبارة.
ثماني سنوات، وما يزال ملف استهداف معسكر العبر مغيبا، رغم تعهد التحالف والحكومة حينها بفتح ملف تحقيق في الحادثة، وما هو أكثر إيلاما في الأمر ليس فقط أن هذه الجريمة مرت دون حساب، بل إنها كانت مفتتح جرائم طيران التحالف السعودي - الإماراتي، تحت لافتة ضربات خاطئة.
تمكن التحالف السعودي - الإماراتي من تصفية القيادات العسكرية والسياسية والحزبية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وافتتح أولى ضرباته بقصف معسكر العبر التابع للحكومة، الذي يبعد أكثر من 300كم عن أقرب نقطة تماس مع مليشيا الحوثي، تلتها ضربات أخرى استهدفت الجيش الوطني في نهْم وجبهات أخرى.
- مقدِّمة لجرائم أخرى
يقول عبدالرقيب الأبارة - نجل الفقيد قائد لواء العبر العميد أحمد الأبارة-: "منذ اليوم الأول لاغتيال الوالد الشهيد طالبنا بتشكيل لجنة تحقيق؛ لأن التحالف قال حينها بأنه استهدف معسكر العبر بضربة خاطئة".
وأضاف: "خاطبنا وزارة الدفاع في حينها، بأنه يجب أن يكون هناك تحقيق شفاف وعادل في الحادثة، لكن بعد ثماني سنوات من الحرب لا زال التحقيق لا نعلم نتائجه حتى الآن".
وأوضح: "وزارة الدفاع حينها قالت إنها تواصلت مع التحالف، وإن هناك تحقيقا يجري، ويتم متابعته، لكن في الحقيقة لم يكن هناك جدية من قِبل الحكومة ووزارة الدفاع، وكان ذلك واضحا؛ لأن الحكومة اليمنية لم يكن قرارها بيدها، ولا يمكن التعويل عليها في مثل هذا الملف الحساس".
وتابع: "ضربة معسكر العبر، الذي استشهد فيها والدي، كانت مقدمة لضربات أخرى استهدفت الجيش الوطني، والكثير من رفاق الوالد، البعض منهم استشهد في الميدان، والبعض بضربات لطيران التحالف، والبعض تم تصفيتهم من خلال عمليات الاغتيال، وكان آخرهم اللواء محمد الجرادي".
وأشار إلى أنه "من المنطقي ألا يصدق أي شخص بأنها كانت ضربة خاطئة، لأن أقرب نقطة مواجهات كانت تبعد عن المعسكر أكثر من 300 كم، ومعسكر العبر كان -في ذلك الوقت- بمثابة وزارة الدفاع؛ كونه المقر الرئيسي الذي كانت تجتمع فيه القيادات العسكرية بالكامل".
وقال: "حاولنا التواصل مع منظمات حقوقية، لكن كلما حاولنا التواصل معها، التحالف يمتلك نفوذا قويا، يجعل المنظمات تقول بأنه لا يمكن الوصول إلى نتيجة، أو إجراء محاكمة في هذه الحادثة".
وأفاد بأن الجريمة نفذت بعد ثلاثة أيام من اجتماع والده، العميد أحمد الإبارة، بالعديد من الضباط السعوديين والإماراتيين، وقدَّم لهم الخطة، وحدث بينهم تلاسن وخلافات.
- جريمة مخطط لها
يقول رئيس دائرة التوجيه المعنوي سابقا، اللواء محسن خصروف: "لا يمكن أن يحقق الجاني مع نفسه في جريمة ارتكبها هو، وجريمة معسكر العبر كان مخططا لها مسبقا، وسبق أن زار ضابط إماراتي المعسكر ووضع الإحداثيات اللازمة، ووضع كل ما يلزم، وغادر، ومن ثم جاء الطيران واستهدف المعسكر بثلاث غارات، قتل فيها قائد اللواء، العميد أحمد يحيى الأبارة، وعشرات الضباط ومئات الجنود".
وأعتبر أن "المسؤول عن حادثة القصف هو التحالف"، مضيفا: "كما يقال إن الطيران الإماراتي هو من نفذ هذه الضربة، وأن السعودية ستتولى التحقيق، بينما لا تتحرك طائرة من طيران التحالف في أي مهمة عسكرية إلا بأمر من غرفة العمليات المشتركة في الرياض".
وأشار إلى أن "غرفة العمليات الخاصة للتحالف تدير عمليات القوات الجوية والعمليات العسكرية، وفيها ضابط ارتباط أمريكي يكون على اتصال ومعرفة، ويعطي التوجيهات النهائية لأي عمليات عسكرية للتحالف".
وأوضح: "قد تكون هناك نسبة خطأ عندما يكون الهدف في خطوط النار، لكن ما حدث في منطقة العبر على بُعد أكثر من 350 كم من منطقة العمليات العسكرية، لا يوجد فيها أي نشاط عسكري، ولا أي نشاط تخريبي، ما يعني أن العملية كانت مقصودة، خصوصا وأن معسكر العبر كان معدا إعدادا جيدا، وكان لديه خطة للوصول إلى صنعاء عبر ذمار، وكان مكلفا بحماية المنشآت الحيوية كمنابع النفط".
ولفت: "عندما قصفت الصالة الكبرى في صنعاء وجهت التهمة لأحد القيادات العسكرية الكبرى على أن اثنين من ضباطه هما من رفعا بالإحداثيات للتحالف بضرب الصالة، وكان التحالف يريد أن يحمله المسؤولية، وقال لي أنا، بالحرف الواحد، إن لم يعتدلوا قيادات التحالف سنحيي جريمة العبر، وسأنبشها من القبر، وهو قائد كبير، وسأدلي باسمه إذا لزم الأمر، وكان هناك تحقيق".
التعليقات