ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

تعز تشهد جريمة جديدة.. هكذا تم تصفية الأرملة "ميثاق" طمعا في مالها بمعافر تعز ودفنت جثتها قبل اكتمال التحقيقات


مع استمرار الصراع للعام التاسع وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية يوما بعد آخر، تزداد وتيرة الجرائم في أغلب المحافظات اليمنية، مخلفة وراءها أوجاعا مؤلمة، وجروحا دامية، لا يمكن للزمن أن يمحوها.

في مديرية "المعافر" بمحافظة تعز (جنوب غرب البلاد)، كانت احدى هذه القصص الموجعة، في العاشر من الشهر الجاري، أقدم خمسة متهمين من أسرة واحدة على تصفية الأرملة العشرينية "ميثاق محمد سعيد"، طمعاً في مالها وما ورثته من والدها.

ووفق مصادر محلية فإن ميثاق (27 عاما) قتلت جوار طفلها (لم يتجاوز 3 سنوات)، في قرية "الأعرود" بمديرية "المعافر" تحت مبرر "العار"، كدافع للجريمة وفق القتلة، إلا أن دافع الجريمة الحقيقي وفقا للسكان المحليين كان المال الذي ورثته الفتاة العشرينية من والدها الذي كان مغتربا في السعودية وأمها المتوفين، واثنين من أشقائها الذين قتلوا في احدى جبهات القتال.

أحد هذه المصار فضل عدم ذكر اسمه، قال في حديث لـ"المصدر أونلاين" إن ميثاق لم يكن لديها أحد وهي أرملة انفصلت عن زوجها مؤخرا، وهي أم لطفلين، مشيرا الى أن والدها كان مغتربا وتوفي مع والدتها عندما كانت صغيرة، وكانت تعيش مع اثنين من إخوتها الرجال الذين قتلا في جبهة "البقع" على الحدود مع المملكة العربية السعودية، في مواجهة مع ميليشيا الحوثي.

المصدر المحلي أضاف أن ميثاق عاشت بعد فقدان شقيقيها، مع أخت لها من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي لحقت بأفراد أسرتها، وظلت "ميثاق" وحيدة في المنزل مع طفليها دون أب وزوج وشقيق وأخت.

"صفينا العار" هكذا قال جد "ميثاق" لأبناء قرية الأعرود، بعد عودته من جلسات التحقيق، كونه أحد المتهمين بالمشاركة مع أفراد في أسرته بقتل حفيدته اليتيمة، والتي قتلت وهي صائمة ظهر يوم الإثنين الموافق 10 يوليو، حسب ما رواه أحد السكان لـ"المصدر أونلاين".

أوضح هذا المصدر وهو أحد أبناء المنطقة الذين شهدوا الجريمة أن ما حدث للضحية أن المتهمين حاولوا أخذ مبالغ مالية بالقوة من "ميثاق"، فرفضت، وحاولوا النيل من شرفها واستغلالها فرفضت، فقاموا بتلفيق صور لها وتصويرها وهي خارجة من بيتها.

أشار المصدر الى أن أحد المتهمين في الجريمة نشر صورها لكل أصحابه وقبل مقتل الفتاة ضربوها وحاولوا شنقها وهربت وأغلقت على نفسها الغرفة ليلا ليأتوا (المتهمين الثلاثة) صباح اليوم التالي لارتكاب الجريمة أمام أبناء القرية، بتخطيط من المتهمين في القضية أيضا (جد الفتاة وعمها).

يؤكد السكان أن "الإرث الكبير الذي ورثته ميثاق من أبيها، إضافة إلى ذهب أمها ورواتب إخوتها الشهيدين جعلها محطة طمع لأقاربها المتهمين"، مشيرين الى أن اليوم السابق لمقتلها كانت قد استلمت راتب إخوتها الشهداء لتسقط في اليوم التالي قتيلة على يد اثنين من المتهمين".

ويشير السكان الى حادثة القتل، كانت قد سبقها عمليات ابتزاز متكررة تعرضت لها "ميثاق من المتهمين، مشيرين الى أنه عند استلامها للرواتب الأخيرة حاول أفراد من المتهمين نهبها وابتزازها لكنهم لم يتمكنوا من ذلك. مرجعين أن يكون هناك اتفاق على تنفيذ الجريمة بين كل من الزوج السابق لـ"ميثاق" وعائلتها، حيث اجتمعوا في احدى القرى قبل يوم واحد من تنفيذ الجريمة.

عدد من أبناء المنطقة أشاروا الى أن الضحية ميثاق، كانت قد قدمت شكاوي متكررة على المتهمين للجهات الأمنية لكنها لم تستجب، حيث شكت الضحية مرارا من تعرضها للضرب والتهديد بالقتل من قبل المتهمين الذي فروا عقب الجريمة الى منطقة "الكدحة".

أهالي المنطقة استهجنوا تجاهل وتقاعس الجهات المعنية تجاه القضية التي هزت المنطقة، مؤكدين المتهم بالقتل لازال حرا طليقا، محتميا بإحدى الكتائب العسكرية في المحافظة.

وجدد الأهالي بالمنطقة مطالبتهم للأجهزة الأمنية والجهات المختصة بسرعة ضبط المتهمين والمدبرين للجريمة، لاسيما وأنها جريمة مشهودة من قبل الأهالي.

وعن مستقبل طفلي الضحية ميثاق يتحدث سكان أن "طليق ميثاق ووالد الطفلين ليس صالحا"، مشيرين الى أنه "سيتم تحوليهما إلى جهات مختصة للاعتناء بهما".

مصدر مسؤول في إدارة أمن المعافر يقول "للمصدر أونلاين" إنه "تم ابلاغهم بواقعة القتل، تحركوا الى مسرح الجريمة وقاموا بالتوثيق والتحقيق الأولي وأخذوا الجثة الى ثلاجات المستشفى"، مضيفا أنه "لا ولي أمر للمقتولة، وقاموا باستدعاء جدها ولكنه لم يكن القاتل الذي قام بإطلاق الرصاص، لافتا الى أن المتهم بالقتل كان قد فر إلى جهة المخا فيما لاتزال التحريات جارية".

المصدر الأمني أشار الى أنه في يوم الجمعة الموافق 14 يوليو قامت النيابة بإعطاء تصريح بدفن المقتولة دون معرفة الجهات الأمنية"، مشيرا الى تورط متهمين في العائلة بجريمة القتل".

واختتم المصدر حديثه بالقول: "ليس لدينا معلومات مؤكدة عن أماكن وجود الجناة، بلغنا أمن الكدحة عن إبلاغنا بأي شخص له علاقة بالحادثة ولا زال التحقيق جاري".

 

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.