قصف مليشيات الحوثي لإسرائيل بين امكانيات القوة العسكرية والدعاية السياسية

أعلنت جماعة الحوثي المسلحة، تحذيراً أنها مستعدة للمشاركة في حرب ضد الاحتلال الإسرائيلي إذا دعمت الولايات المتحدة الحملة العسكرية الإسرائيلية بشكل مباشر على قطاع غزة. ما يثير احتمالاً بتصعيد إقليمي للحرب في المنطقة.

وفي خطاب متلفز يوم الثلاثاء، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي: “إذا تدخل الأمريكيون بشكل مباشر، فنحن مستعدون للمشاركة في الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات بدون طيار وغيرها من الأعمال العسكرية”. مضيفاً: “نحن على تنسيق كامل مع محور الجهاد والمقاومة لتقديم كل ما نستطيع لدعم الشعب الفلسطيني”.

وتمكن المقاتلون الفلسطينيون مطلع الأسبوع الجاري من الدخول براً وبحراً وجواً المستوطنات الإسرائيلية في منطقة “غلاف غزة” في هجوم مفاجئ أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي على الأقل. ومنذ ذلك الحين شن الاحتلال حملة قصف لاهوادة فيها على قطاع غزة أدت إلى استشهاد أكثر من 1900 فلسطيني.

وتهديد الحوثيين بضرب إسرائيل ليس تطوراً جديداً، حيث أصدروا تحذيرات مماثلة في سنوات الحرب الماضية. وفي 2019 ، قال مسؤول حوثي إن الصواريخ بعيدة المدى التي تم إطلاقها على منشآت النفط السعودية في “أبقيق وخريص” يمكن استخدامها أيضًا ضد إسرائيل. وقصف الحوثيون العاصمة الإماراتية “أبوظبي” في يناير/كانون الثاني 2022م.

وأشار أحمد ناجي، أحد كبار المحللين في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، إلى أن الرسائل التي ينقلها الحوثيون تهدف إلى التأكيد على البعد الإقليمي لموقفهم. وإلى الشمال من إسرائيل، أصدرت حركة حزب الله اللبنانية أيضاً تهديدات، ووقعت اشتباكات متكررة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

 

تزايد الدعوات لشن هجمات

ومع تزايد عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي، وتزايد التهديد بشن هجوم بري في غزة، تزايدت الدعوات من قادة الحوثيين للتعامل مع المقاتلين الفلسطينيين ودعمهم.

وقال محمد البخيتي، عضو المجلس السياسي للحوثيين والناطق باسم الحركة، على قناة X: “أعتقد أن الآن هي اللحظة المناسبة لمحور المقاومة، المتمثل في اليمن وسوريا ولبنان وإيران والعراق”. للمشاركة في المعركة الحاسمة ضد الكيان الصهيوني المحتل نصرة لأشقائنا الفلسطينيين”.

وقال أحمد ناجي من الأزمات الدولية لموقع ميدل إيست آي: “يمثل هذا فرصة للحوثيين لإعادة تأكيد التزامهم بالقضية الفلسطينية، التي يعتبرونها جوهر نضالهم، وتجسد رسالتهم هذا المبدأ”.

وفي حين أثبتت جماعة الحوثي قدرتها على تعطيل الممرات البحرية، بالنظر إلى هجماتها السابقة على السفن في البحر الأحمر، إلا أنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت تمتلك الوسائل اللازمة للوصول إلى إسرائيل أو الجرأة لتعريض المصالح الأمريكية في المنطقة للخطر.

 

ما هي قدرات الحوثيين؟

لكن وفقاً لإعلانات الحوثيين عن ترسانتهم الصاروخية -التي يعتقد أنها من إيران، فإن الجماعة تمتلك صواريخ باليستية بمدى يصل إلى 2000كم ويمكن اطلاقها من محافظة الحديدة للوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بينها صواريخ “طوفان وقدس-4”. وهي صواريخ إيرانية من نوع قادر-F وشهاب-3 على التوالي. ولم يستخدم صاروخ “طوفان” الذي أعلن عنه في استعراض عسكري الشهر الماضي سبتمبر/أيلول بَعد.

وتساءل ناجي: “ما هي القدرات العسكرية التي قد يمتلكها الحوثيون إذا قرروا التدخل؟ هل لديهم قوة صاروخية قادرة على الوصول إلى إسرائيل، أم أن أعمالهم العسكرية ستستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة؟”.

مدى صاروخ طوفان (المسمى اليمني لصاروخ غدير-F الإيراني) الذي أعلن عنه الحوثيون في سبتمبر/ايلول والذي يصل إلى “اسرائيل”-انترنت

من جهته قال صومائيل روماني الباحث المتخصص في المنطقة إنه على الأرجح سيقوم الحوثيون بتوجيه ضربة إلى الإمارات، التي ضربها الحوثيون من قبل ويلقون باللوم عليها في اتفاقيات التطبيع.

وكان مسؤول إيراني قال إن بلاده سترد من اليمن ولبنان والعراق وسوريا إذا تعرضت لهجوم أمريكي ودولي بعد اتهامها بالتخطيط لهجوم حركة حماس على الاحتلال الإسرائيلي.

جو تروزمان الباحث في شؤون الجماعات المسلحة والقريب من مؤسسات التفكير الإسرائيلية في واشنطن فقال: ومن غير الواضح ما هو الوزن، إن وجد، الذي يحمله تهديد الحوثي. حيث وضع الحوثيون أنفسهم بقوة تحت مظلة “محور المقاومة الإسلامية” في السنوات الأخيرة. حتى أنه جمع الأموال لحزب الله اللبناني.

وأشار إلى “وجود أعضاء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني إلى جانب المقاتلين الحوثيين”.

 

استغلال فرصة

من جهة أخرى فحسب مصادر تحدثت لـ”يمن مونيتور” يوم الأربعاء، فإن الولايات المتحدة حذرت الحوثيين عبر دولة ثالثة من التدخل في الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. ورغم رفض الحوثيين الإملاءات الأمريكية إلا أنهم يحاولون استغلال التهديد وما يوصف “بمحور المقاومة” للحصول على تنازلات في الملف اليمني.

ووفق دبلوماسي خليجي فإن الحوثيين رفضوا “التحذير الأمريكي لكنهم قدموا عدة شروط لتحقيق تنازلات في ملف السلام اليمني” دون تحديد ما هيه هذه التنازلات. وفيما تجري محادثات بين الحوثيين والسعوديين بشأن نهاية للحرب في اليمن يشكو الحوثيون باستمرار من تدخلات أمريكية تدفع الرياض لعدم الموافقة على طلباتهم.

وأكد مسؤول في الحوثيين التحذير الأمريكي لكنه نفى أن تكون الجماعة قدمت شروط في الملف اليمني من أجل “مواجهة التصعيد الإسرائيلي والأمريكي في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

ويحرز الحوثيون تقدما بطيئاً في محادثاتهم مع المملكة العربية السعودية منذ تنفيذ وقف إطلاق النار في أبريل/نيسان 2022، حيث حافظت على تماسكها جيدا إلى حد ما على مدار ال 18 شهرا الماضية.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.