ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

بينما كان والده يتوعد أميركا وإسرائيل من على المنصة.. نجل القيادي محمد علي الحوثي يدهس طفلاً بسيارة والده المدرعة ويجرح آخرين

لم يكن والد الطفل "مصطفى هاني أحمد فتح" يدري وهو يغادر منزله يوم الجمعة، للمشاركة في تظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، أن هذا هو الخروج الأخير لطفله من المنزل، كما لم يكن يدري أن عودته هو إلى المنزل قد تتأخر طويلاً، وربما لن يعود على هيئته الأولى.

فلدى خروجه من ميدان السبعين ممسكاً بيد طفله، وإلى جواره ابن أخيه أيضاً وآخرين جميعهم من أبناء منطقة "شملان" التابعة لمديرية همدان، شمال غرب صنعاء، أقبلت عربة مدرعة (طقم) يقودها شاب في مقتبل العمر بسرعة جنونية، ليدهس الجميع، موقعاً الطفل جثة هامدة، وإلى جواره والده وابن أخيه مصابين.

تقول مصادر محلية متطابقة لـ"المصدر أونلاين" إن الضحايا كانوا انتهوا لتوّهم من المشاركة في التظاهرة وخرجوا إلى أطراف الميدان الواقع وسط صنعاء، حيث كانت قوات الأمن التابعة للميليشيا تمنع السيارات من الاقتراب، لكن "السيارات المدرعة" التابعة لقيادات الميليشيا، "يحق لها الدخول".

وتضيف: كان سائق السيارة هو نجل القيادي في الميليشيا وعضو مجلسها السياسي محمد علي الحوثي، وقد أمسك به المواطنون عقب الحادثة، واندلعت مشادات انتهت بتهديدهم بالسلاح لإطلاق سراحه، فيما نقل مسعفون الضحايا إلى مستشفى اليمن السعيد في منطقة الأصبحي، حيث أرسل الطفل الى الثلاجة ونقل الجرحى لتلقي العلاج.

وتشير المصادر إلى أن السيارة صعدت على جمجمة الطفل لتقضي عليه فورا، فيما أصيب ابن الأخ بكسور في الرجلين إثر صعود عجلتي السيارة عليهما أقعدته بشكل تام، وصعد أحد إطارات السيارة على منتصف "حقو" الأب، وتسبب له بإصابات في الحوض والعمود الفقري، وهو طريح الفراش أيضا.

وتواصل "المصدر أونلاين" بعدد من المصادر في المنطقة، جميعهم أفادوا بذات الرواية، مؤكدين أن منفذ حادثة الدهس هو نجل القيادي محمد علي الحوثي، وقد قيل لهم إن السيارة "تعطلت مكابحها فجأة" ما تسبب بالحادث.

وحصل محرر المادة على سؤال وجهه مدون تابع للحوثيين على منصة إكس ليلة الجمعة/السبت، تعليقاً على منشور للقيادي محمد علي الحوثي، سأله فيه عن "أخبار حادث اليوم في السبعين"، ورد عليه شخص آخر بالقول: "الحادث قتل طفل، والباقيين عادهم في المستشفى، وبن السيد محمد مفتهن في البيت بأمان الله وبحماية ابوه".

وكان الحوثي قد ألقى في التظاهرة خطاباً توعّد فيه أمريكا وإسرائيل، ودعا لنصرة الأقصى وألهب حماس الحاضرين لكن نجله "ما خلاش الطفل يكبر وينصر الأقصى"، كما قال أحد المصادر متهكماً وهو يروي لنا تفاصيل القصة.

وقالت المصادر إن مندوبا من محمد علي الى المستشفى وطرح سيارة لضمان علاج الجرحى، قبل أن يخرجها في وقت لاحق من المستشفى بضمانة "المعرفة"، كما زار عدداً من المشايخ في المنطقة وطرح بنادق "صُبرة"، محاولاً إقناعهم بسرعة دفن الطفل الضحية واعتباره من ضمن شهداء الجماعة وقد أطلقوا عليه وصف "الشهيد على طريق القدس"، "أما الجرحى فستتكفل الدولة بعلاجهم" كما قال.

وما يزال الجريحان في المستشفى حتى الآن وحالتهم سيئة للغاية، فيما يعيش نجل القيادي الحوثي في أمان برعاية والده، وتكتوي الأسرة بنار فقدان الطفل، وبقاء الأب وابن أخيه مهددان بخسارة أطرافهما السفلية وتكبد الإعاقة مدى الحياة.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.