أحداث لا تُنسى: كيف أطاحت ثورة سبتمبر بحكم الإمامة؟
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تشبه الدمار في غزة "بما بعد القنبلة الذرية"

استخدمت صحيفة "هآرتس" العبرية صورا جوية قبل الحرب المتواصلة على قطاع غزة وبعدها، للدلالة على حجم الدمار الهائل الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي، واصفة المشاهد بأنها "أشبه بما بعد القنبلة الذرية".

وفي تقريرها تحت عنوان: "سكان غزة فروا من منازلهم. ليس لديهم مكان للعودة إليه"، قالت إن "الأقمار الصناعية تكشف حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة. الواقع الجديد الذي أوجدته عمليات الجيش الإسرائيلي سوف يؤثر على المنطقة برمتها لسنوات عديدة".

ولفتت الصحيفة إلى "تهجير مئات الآلاف من سكان غزة من منازلهم وتدمير مساحات واسعة من القطاع".

وقالت: "يصف السكان والمسؤولون العسكريون والصحفيون مشاهد الدمار الهائل، وقال أحدهم (لم تسمه) بعد زيارة شمال غزة (الأمر أشبه بما بعد القنبلة الذرية)".

وأضافت: "يشكل التقدير الدقيق للدمار مهمة صعبة بسبب ضباب الحرب، ونظرًا لأن الجيش الإسرائيلي يفرض قيودًا على دخول الصحفيين. لكن من الممكن إنشاء خريطة للدمار باستخدام بيانات الأقمار الصناعية، والتي تظهر أن ما لا يقل عن نصف المباني في القطاع من المحتمل أن تكون قد تضررت أو دمرت، وفقًا لباحثين أمريكيين".

وتابعت: "يقع معظم الدمار في الشمال (شمال غزة)، لكن القتال المرير يدور أيضًا في الجنوب، كما تظهر بيانات الأقمار الصناعية. وتقول الأمم المتحدة إن نحو 1.7 مليون من سكان غزة فروا من منازلهم خلال الحرب، ومعظمهم الآن في الجنوب، وقد أقيمت مدن خيام ضخمة على طول الحدود المصرية".

وأردفت الصحيفة: "لقد برز واقع إنساني وأمني ودبلوماسي جديد، وسيشكل المنطقة لسنوات قادمة".

وزادت: "تؤكد التقارير عن الحرب على نطاق واسع الدمار في المنازل والمباني التجارية والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي والمرافق الطبية والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ومراكز التسوق والمتاجر ومصانع المواد الغذائية ومراكز الإغاثة، كما تضررت الطرق والمواقع الأثرية والمقابر".

وأكملت: "كانت إحدى الخطوات الأولى التي اتخذها الجيش الإسرائيلي هي إصدار الأمر لسكان شمال غزة بالتوجه جنوبًا".

وأضافت: "فر مئات الآلاف من الأشخاص بسرعة، وقد استمرت حملة القصف العدوانية التي شنها الجيش الإسرائيلي دون انقطاع باستثناء وقف قصير لإطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عندما تم تبادل رهائن بسجناء ومعتقلين فلسطينيين".

وتابعت مستعينة بصور من الأقمار الصناعية: "سرعان ما تسبب القصف الإسرائيلي من الجو والبر والبحر في أضرار جسيمة في جميع أنحاء القطاع".

وذكرت الصحيفة أنه "من المرجح أن تكون نصف المباني في قطاع غزة على الأقل قد تضررت أو دمرت حتى 29 يناير/ كانون الثاني الفائت، وفقا للباحثين الأمريكيين كوري شير وجامون فان دن هوك، اللذين استخدما تحليل الأقمار الصناعية لإنشاء خريطتهما".

وأضافت: "أشار الباحثان الأمريكيان إلى أن خريطتهما لا توضح الحجم الدقيق للضرر الذي لحق بكل مبنى. لكنه يظهر أن الضرر في شمال غزة هو الأكبر، وأن الضرر في الجنوب كبير أيضًا".

وتابعت: "تظهر الخريطة أن الدمار الهائل قد حدث في مدينة غزة، حيث يقع التركيز الرئيسي للبنية التحتية المدنية في القطاع. وحتى لو لم يتم قصف تلك المباني المدنية، فإنها تقع في قلب المناطق التي تعرضت لقصف شديد، وستكون هناك حاجة إلى وقت وجهد كبيرين حتى تعود الحياة هناك إلى طبيعتها".

ولفتت إلى أنه "تشير الأمم المتحدة إلى أن 60 بالمئة من الوحدات السكنية قد تضررت أو دمرت، وفقا لبيانات منذ بداية فبراير/ شباط الجاري".

وقالت: "تقول الأمم المتحدة إن 390 منشأة تعليمية و20 منشأة للمياه والصرف الصحي و183 مسجدا وثلاث كنائس تضررت. وتعرضت المباني الحكومية، بما في ذلك البرلمان الفلسطيني في غزة، للأضرار أو للتدمير".

وذكرت الصحيفة أن صور الأقمار الصناعية تشير مثلا إلى "تدمير الجزء الشرقي كاملا من حي الشجاعية شرق مدينة غزة".

وأكملت: "حي الشجاعية (شرقي مدينة غزة) ليس المنطقة الوحيدة التي تعاني مثل هذا الدمار الهائل، حيث سويت مبان كاملة أو مبان مجاورة بالأرض، كما يظهر في صور الأقمار الصناعية التي فحصتها صحيفة هآرتس، وتشمل المناطق الأخرى بيت حانون (شمال) ومخيمي البريج والمغازي وبلدات جحر الديك (وسط) وبني سهيلا وخربة خزاعة (جنوب)".

وأضافت: "تظهر الصور أيضًا العديد من الحفر الناتجة عن القنابل وحتى نجمة داود الضخمة التي حفرها الجنود في الأرض قرب جامعة الأزهر في حي الرمال الذي كان حيا راقيا في مدينة غزة".

وتابعت: "ويظهر الدمار بشكل خاص في المناطق التي مر بها الجيش الإسرائيلي، مثل طريق الدخول الجنوبي للجيش الإسرائيلي إلى القطاع، الموازي للساحل، ويظهر الدمار واسع النطاق في حي مدينة العودة بمدينة غزة، قرب الساحل وبجوار مخيم الشاطئ للاجئين".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "أدت حملة القصف الإسرائيلية إلى إرسال مئات الآلاف من الأشخاص إلى الجنوب، وبالنسبة للعديد من الفلسطينيين، كان الفرار والتهجير من منازلهم بمثابة تكرار صادم لنكبة عام 1948".

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


أخبار مميزة

مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.