ثورة ٢٦ سبتمبر واعلان قيام الجمهورية

الهجمات الإيرانية على إسرائيل تكشف هشاشة طهران وتُثير الجدل والسخرية


أعلنت إيران انتهاء عمليتها العسكرية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد ساعات قليلة من هجوم إيراني بعشرات المسيرات التي لم تتسبب بسقوط أي خسائر مادية أو بشرية في إسرائيل، بعد 13 يوما من تهديدات طهران بالرد على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق وأدت لمقتل عناصر وقيادات في الحرس الثوري الإيراني.

ومطلع الشهر الجاري دمّر قصف جوي نسبه مسؤولون سوريون وإيرانيون إلى إسرائيل مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق، وتسبب في سقوط 16 قتيلا هم 8 من عناصر الحرس الثوري (بينهم قياديان) و5 سوريين ولبناني واحد ينتمي إلى (حزب الله)، كلهم مقاتلون، بالإضافة إلى مدنيَّيْن اثنين، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي وقت متأخر من مساء السبت، شنت إيران هجوما على إسرائيل، ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قبل حوالي أسبوعين، بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قال بأن قوات بلاده استهدفت بعض المواقع العسكرية الإسرائيلية ولقنت إسرائيل درسا، مشيرا إلى أن أي مغامرة جديدة ستقابل برد أقوى وأكثر حزما، وذلك بعد شن طهران هجوما بالمسّيرات والصورايخ على إسرائيل.

واعتبر رئيسي أن "أمن واستقرار المنطقة ضروريان لضمان أمننا وسنوظف كل جهودنا لضمان ذلك"، لافتا إلى أن "الجميع بات يدرك أن إجراءات إسرائيل تعتبر تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".

من جهته قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الأحد في منشور على منصة إكس إن إيران لا تنوي إطالة أمد "عملياتها الدفاعية" لكنها لن تتردد في حماية مصالحها المشروعة ضد أي عدوان جديد.

وأضاف عبد اللهيان أن بلاده تحلت بضبط النفس لكن يبدو أن إسرائيل فهمت ذلك خطأ، معتبرا أن هجومها على قنصلية إيران في دمشق مخالف للقوانين والمواثيق الدولية.

وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا.

وحذر سلامي، إسرائيل من أنها إذا هاجمت المصالح الإيرانية في أي مكان، فإنّ إيران سترد عليه بهجوم مضاد.

وأدت الهجمات الإيرانية على إسرائيل لردود فعل واسعة النطاق على المستوى العربي والإقليمي والعالمي، حيث استهجن كثيرون الرد الإيراني الذي لم يكن بالمستوى المأمول أو المتوقع، وجعل من التهديدات الإيرانية محل سخرية واستهجان واسع، فيما أشاد قليلون بتلك الهجمات التي لم توقع أي خسائر بشرية أو مادية لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

مشهد باي

الإعلامي في قناة الجزيرة الفضائية والصحفي التونسي محمد كريشان كتب على منصة إكس تعليقا على الهجمات الإيرانية على إسرائيل : "الجنازة كبيرة والميت كلب"... هذا ما يمكن التعليق به على كل ما جرى البارحة من إيران تجاه إسرائيل...

ووصف ما يجري بأنه "مشهد بايخ حقيقة.. لنعد إلى غزة الان فهناك المعركة الحقيقية وما عداها "هوشة فاضية".

 

صرف التعاطف العالمي مع غزة

الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، أكدت بأن الهجمات الإيرانية صرفت الأنظار عن التعاطف مع الفلسطينيين في غزة، في ظل استمرار الحرب على القطاع للشهر السابع على التوالي.

وقالت كرمان في منشور لها على منصة إكس: "لكن للإنصاف ايران بهجومها الزائف قد نجحت بصرف العالم عن التعاطف مع غزة".

وأردفت: "قبل ذلك نجت إيران ومحورها في ذبح ملايين السوريين وتهجير الملايين الأمر ذاته حدث في سوريا واليمن".

 

الإعتماد على مستأجرين رخاص

الصحفي شاكر أحمد خالد قال في منشور له على منصة فيسبوك، بأن مهما حاولت طهران استعراض القوة للرد على الصفعات الإسرائيلية المتتالية، فقد بانت عورتها وإستراتيجيتها في المنطقة. خفض التصعيد وعدم التورط في المواجهات المباشرة والإعتماد على المستأجرين الرخاص بمشاغبات بسيطة.

وأضاف بأنه مهما كان الرد فلن يكون أزيد من قواعد اشتباك متدن، ومتفق عليه سياسيا.

وتابع: "للأسف وحدها الساحة العربية، أضحت جبهات رخوة ومسرحا لها وللقوى الدولية الأخرى، كي تمارس نفوذها وخرابها على حساب دماء شعوب مقهورة ومخذولة وثروات معطلة ومنهوبة".

الصحفي علي الفقيه علق قائلا: "بعد انتهاء الزفة يمكن القول إن ما حدث كانت مناورة ناجحة وحققت أهدافها بامتياز".

وأضاف: "إيران ضحكت على أنصارها أنها ردت على الإهانات الإسرائيلية المتكررة وانتقمت لمقتل قيادات الحرس الثوري وتمكن نتنياهو من امتصاص السخط الداخلي واستعادة ما فقده من الدعم الدولي ليتمكن من مواصلة جرائمه في غزة".

 

فيلم هندي

أما النائب في البرلمان اليمني علي عشال فنشر صورة كاركاتير لعناصر القسام وهم على مضلات أثناء هجمات الـ 7 من أكتوبر الماضي معلقا بالقول: "وحدهم من يعرفون الرد ويصدقون"، في استهجان وتكذيب لمزاعم الهجمات الإيرانية على إسرائيل.

عضو مؤتمر الحوار الوطني والصحفي عادل عمر فوصف في منشور له على منصة فيسبوك ما جرى بأنه "فيلم هندي قصير لحفظ ماء الوجه الإيراني".

 

نمر من ورق

الإعلامي وخبير الشؤون الإستراتيجية والسياسية في الشرق الأوسط أمجد طه وصف إيران بأنها "نمر من ورق" نتيجة الرد الذي كشف هشاشتها وتهديداتها غير المؤثرة، حيث كتب على منصة إكس قائلا: "كما يقول اهل مصر يا راجل دانتو بتضربوا نفسكم في عاشوراء اكثر من كده. كما سبق وقلنا زوج نانسي عجرم دخل بيته لص قتله بـ 15رصاصة.. اسرائيل دمرت مفاعل وعلماء نووي وقيادات الحرس الثوري وكل مليشياتهم في سوريا والعراق وفي الآخر إيران ارسلت درون بطيء- 9 ساعات ملل عشان يوصل-وصواريخ سقطت في شيراز وكربلاء وعمان...".

وأضاف: "وصلت 7 صواريخ من أصل 100 فجرحت طفلة بدوية عربية مسلمة في النقب. وشفنا كيف دولة اسرائيل تحمي مسجد الأقصى من صواريخ إيران. تبين ان إيران نمر من ورق حمام".

الدكتور عبدالله النفيسي كتب مغردا على منصة إكس: "هجوم إيران على إسرائيل يصرف نظر العالم عن غزة وينقذ حكومة نتنياهو التي كانت على شفير السقوط".

 

مسرحية هابطة

المحلل السياسي حسن العديني اكتفى بالقول: "دوشة لا أكثر.. مسرحية هابطة"

الكاتب والقيادي الإشتراكي معن دماج أوضح بأن إستعراض الضعف عادة ما يكون له عواقب وخيمة .. لأنه أشبه بدعوة عدوك لضربك !، مضيفا: "طبعا تأكد المؤكد .. القوة الأساسية لإيران هي مليشياتها الطائفية التي عاثت في المشرق فسادا !!".

الدكتور علي الجابري قال: "طائرة مسيرة واحدة قتلت سليماني والمهندس وعدد من مساعديهم! طائرة واحدة قتلت محمد رضا زاهدي و 5 مستشارين عسكريين ايرانيين!"

وأضاف: "إيران أطلقت 185 طائرة بدون طيار و 36 صاروخ كروز و 110 صواريخ أرض أرض ولم يُقتل اسرائيلي واحد!

وأشار إلى أن "المصيبة" بأن "جماعة المحور الايراني يعتبرون ما تحقق نصراً عظيماً؟!".

الإعلامي الشهير فيصل القاسم قال بأن "إسرائيل تضرب إيران دون سابق إنذار، لا بل إنها لا تعلن حتى عن ضرباتها فيما بعد".

وتهكم "القاسم" ساخرا من الرد الإيراني بالقول: "بينما إيران تخبرنا بموعد انطلاق الطائرات وساعة وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية بالدقائق والثواني. ما شاء الله. لا ندري إذا كانوا قد أرسلوا لإسرائيل أيضاً عدد ونوعية الطائرات ونوع القذائف التي تحملها وأين ستلقيها. صب عمي صب".

 

قواعد اشتباك جديدة

أما المحلل العسكري الأدردني فائز الدويري فكتب معلقا: "تباينت الآراء والتحليلات حول الرد الإيراني على قصف الكيان المحتل للسفارة الإيرانية في دمشق، ماذا يعني هذا الرد؟ أوجد الرد الإيراني قواعد اشتباك جديدة ومعادلة ردع جديدة، وتجاوزت تعبير الرد في الزمان والمكان المناسبين وتخطى حدود الصبر الاستراتيجي".

واستدرك بالقول: "لكنه كان رداً مدروساً بدقة ولا يفضي إلى تصعيد كبير يقود إلى حرب مفتوحة وهذا ما أبلغت به إيران الإدارة الأمريكي عبر السفارة السويسرية".

ووصف الرد بأنه "رد اعتبار ويحمل مضامين تجبر دولة الكيان على اعادة حساباتها في اي اعتداء مستقبلي على الأرض الإيرانية".

وأشار إلى الرد الإيراني، "ثبت الحقيقة التي تحاول دول الغرب اخفاءها وهي استعداد تلك الدول للمشاركة الفعلية للقتال إلى جانب دولة الكيان في اي حرب مستقبلية، وهذا التدخل يزيح الوهم التاريخي الذي عشش في الذهن العربي أن جيش الاحتلال يصعب هزيمته لنكتشف انه غير قادر على حماية دويلة الكيان الصهيوني بمفرده".

الأكاديمي الإماراتي محمد الشنقيطي نشر على منصة إكس تغريدة ذكر فيها بأنه قيل له "هجوم #إيران على #إسرائيل مساء أمس مجرد مناوشة بين الحبايب، و"مسرحية" لرفع العتب عن القيادة الإيرانية أمام شعبها وأمام العالم، فرد عليهم بالقول: "ليت كل حبايب الصهاينة من القادة العرب تجرأوا على "مسرحيات" مشابهة. فلو فعلوا لاضطرَّ العدو اللعين لوقف حربه الهمجية على أهل غزة".

 الموقع بوست

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.