قيادي حوثي يعود من إيران إلى صنعاء لهيكلة وزارة داخلية الجماعة
أثار تقرير للصحفي اليمني "عدنان الجبرني" اهتماماً واسعاً وتساؤلات حول الدور الإيراني في تأهيل ودعم القيادات الحوثية في اليمن، كاشفاً عن الأنشطة السرية والدور البارز الذي تلعبه إيران في تمكين المليشيات الحوثية عسكرياً وأمنياً.
وفي تقريره الذي نشره "المصدر اونلاين"، قال الجبرني أنه "تعقب رحلة شاب حوثي يدعى "عدنان قفلة" ورحلته من القتال إلى التدريب على يد الحرس الثوري، ثم العلاقات الخارجية للحوثي، وقنصل في سفارة الحوثي بطهران حتى نهاية 2022، ليعود بعدها ويعين مباشرة مسؤولا عن هيكلة وزارة الداخلية الحوثية ولجانها الشعبية ومديراً للقوى البشرية"
وقال الجبرني في التقرير الذي رصده محرر "يني يمن": يمتلك الحوثيون سفارة وحيدة غير معترف بها في طهران، والتي أُعيد فتحها في أغسطس 2019، عندما عينت الجماعة مدير قناة المسيرة المقيم بلبنان، إبراهيم الديلمي، سفيراً لها في إيران. وفيما بعد، وصل حسن إيرلو إلى صنعاء كسفير لإيران، لكنه توفي في أواخر عام 2021. ورغم عدم تعيين سفير إيراني جديد، استمرت العناصر الحوثية في النشاط في طهران تحت غطاء السفارة.
وبحسب التقرير فان عدنان قفلة، الذي ظهر في بداية عام 2020 في طهران بصفته القنصل اليمني في السفارة، يعد مثالاً بارزاً على هذا النشاط المزدوج، وبعد نهاية مهمته كقنصل في أواخر 2022، عاد إلى اليمن وتولى مناصب رفيعة في وزارة الداخلية بحكومة الحوثيين، منها مسؤولية اللجان الشعبية الأمنية وقطاع القوى البشرية.
وهذا الانتقال السريع من الدبلوماسية المفترضة إلى القيادة الأمنية يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الأدوار التي تقوم بها إيران في تأهيل العناصر الحوثية سراً وعلناً في المجالات العسكرية والأمنية والاستخباراتية.
التقرير أوضح أيضاً أن كلاً من الإيرانيين والحوثيين عينوا عناصر عسكرية وأمنية في سفارتيهما تحت غطاء دبلوماسي، كما كان الحال مع حسن إيرلو الذي كان ضابطاً مخضرماً في الحرس الثوري وفيلق القدس، وادعى بأنه سفير بينما كان دوره الحقيقي عسكرياً.
وقفلة، الذي كان يتنقل بين إيران ولبنان وسوريا والعراق بصفته مسؤول مكتب العلاقات الخارجية لأنصار الله، تولى بعد عودته من إيران مسؤولية رئاسة اللجنة المركزية لدمج اللجان الشعبية في هياكل وزارة الداخلية، وفي يوليو 2023، عُين مديراً عاماً للقوى البشرية في وزارة الداخلية برتبة عميد.
ولفت التقرير إلى أن مصادر أمنية أكدت أن قفلة خضع لبرنامج "تأهيل قيادي" على يد خبراء إيرانيين، يشرف عليه الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والأمن في إيران، وهذا البرنامج شمل تدريبات تطبيقية حتى أثناء عمله كقنصل، وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين يفضلون حالياً تلاميذ الحرس الثوري الذين احتكوا بالتجربة الإيرانية.
وذكر التقرير أن ضابطاً سابقاً في وزارة الداخلية الحوثية أوضح أن قفلة يتمتع بنفوذ أمني متصاعد ويعمل على إقصاء كل من لا يروق له، مدعياً أنه مكلف من مكتب السيد وعبدالكريم الحوثي، عم عبد الملك الحوثي ووزير الداخلية، بإعادة هيكلة الوزارة والتأهيل الإيماني لمنتسبيها.
وتسلط هذه المعلومات الضوء على التأثير الإيراني العميق في اليمن من خلال تدريب وتأهيل العناصر الحوثية، مما يعزز قدرات الجماعة ويزيد من تعقيد الأزمة اليمنية.
التعليقات