السيسي يصل تركيا لأول مرة بعد قطيعة دامت نحو 10 سنوات
استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة أنقرة، الأربعاء، في زيارة هي الأولى للرئيس المصري بعد قطيعة دامت نحو 10 سنوات.
وأعرب السيسي، عن سعادته بزيارته الأولى للجمهورية التركية، مشيراً إلى العلاقات التاريخية والشعبية متأصلة الجذور بين مصر وتركيا.
وأضاف عبر منصة "إكس": "لعل زيارتي اليوم، ومن قبلها زيارة الرئيس أردوغان للقاهرة، تعكس الإرادة المشتركة لبدء مرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين مصر وتركيا، استناداً لدورهما المحوري في محيطهما الإقليمي والدولي، وبما يلبي طموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين".
وفي وقت سابق الأربعاء، قالت الرئاسة المصرية، إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة مقدمة من أردوغان، مضيفة أنها ستشهد "مباحثات معمقة" بين الرئيسين، إضافة إلى رئاستهما للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
وأوضحت، في بيان، أن الرئيسين سيشهدان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي الدولتين في مختلف مجالات التعاون.
ولفتت إلى أنه من المنتظر "تبادل الرؤى إزاء القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية بالقطاع، وخفض التصعيد في الشرق الأوسط".
وأفادت مصادر تركية بأن زيارة السيسي ستشهد توقيع نحو 20 اتفاقية تعاون مشترك بين البلدين.
ومن المقرر أن تتصدر الحرب الإسرائيلية على غزة، أجندة الزيارة، إلى جانب قضايا إقليمية أخرى، مثل الأوضاع في ليبيا والسودان والصومال.
وعلى الجانب الاقتصادي، من المقرر أن يبحث الطرفان كيفية العمل على تحقيق زيادة في حجم التجارة بين البلدين من 10 إلى 15 مليار دولار، بجانب قضايا الطاقة والغاز الطبيعي، والتعاون في مجالات الصحة والسياحة والدفاع، وفق وكالة "الأناضول" التركية الرسمية.
نقطة التحول
وتحسنت العلاقات بين البلدين بعد أن شهدت خلافات وتوترات دامت لسنوات، عقب زيارات متبادلة بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية العام الماضي.
وكانت نقطة التحول الرئيسية هي اللقاء بين أردوغان والسيسي في نوفمبر 2022 في العاصمة القطرية الدوحة، على هامش حضورهما افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2022.
وفي 21 يوليو الماضي، قال الرئيس التركي إن تطوير علاقات بلاده مع مصر "سيعزز كثيراً من إمكاناتنا الاقتصادية".
في يوليو 2023، أعلنت القاهرة وأنقرة رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى السفراء، وعينت القاهرة، عمرو الحمامي، سفيراً لها لدى أنقرة، فيما عينت تركيا، صالح موتلو شن، سفيراً لها في القاهرة.
واعتبرت مصر، أن الخطوة تهدف لتأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد، مشيرة إلى أنها "تعكس عزمهما المُشترك على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية لمصلحة الشعبين المصري والتركي".
وتعد مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في شمال إفريقيا، وتحتل أنقرة المرتبة الأولى من بين أكبر 5 دول استقبلت الصادرات المصرية بقيمة تجاوزت 2.9 مليار دولار عام 2023، حسب وزارة التجارة والصناعة المصرية، كما شهد عام 2023 ارتفاعاً في صافي التدفقات التركية إلى مصر لنحو 118 مليون دولار مقابل 103 ملايين دولار خلال عام 2022.
التعليقات