حلقة نقاشية.. مركز المخا يحذر من "ثورة جياع" ويدعو لتحرك دولي عاجل
عقد مركز المخا للدراسات الاستراتيجية حلقة نقاش في 17 سبتمبر 2024 ناقش خلالها مع مجموعو من الخبراء والأكاديميين والمهتمين جملة الأوضاع المعيشية والجوع في اليمن.
واستعرضت الورقة الرئيسية التي قدمها الدكتور ناصر الطويل الأسباب الرئيسية للمجاعة في البلاد، والتي تمثلت في الكوارث الطبيعية والأزمات البشرية التي تعاني منها اليمن منذ سنوات طويلة.
وركزت الحلقة على الواقع المعيشي المرير الذي يعانيه الشعب اليمني، والذي تعكسه التقارير الأممية والدولية. ورغم أن هذه التقارير تشير إلى نسب مرتفعة من الفقر والمجاعة، فإنها لا تعكس الواقع الفعلي بشكل كامل، خاصة في المناطق التي لم تشملها هذه التقارير.
كما تم تسليط الضوء على العديد من العوامل التي أدت إلى تفاقم الفقر والمجاعة في البلاد، أبرزها محدودية الموارد الطبيعية وتراكم الأزمات التاريخية واستمرار الحرب لأكثر من عقد من الزمان، بالإضافة إلى ذلك، يعاني اليمن من انقطاع رواتب موظفي الدولة وانهيار العملة وتدهور مستوى الدخل، مما يزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية.
كما أن توقف الدعم الخارجي وتراجع حجم الإغاثة الإنسانية وسوء إدارة وتوزيع الموارد والدعم أدت أيضًا إلى زيادة الفقر، فيما لعب الفساد المستشري دورًا كبيرًا في تعقيد الأزمة.
وفيما يتعلق بالتأثيرات المتوقعة لزيادة الفقر واتساع دائرة المجاعة في اليمن، اتفق المشاركون على أن الأوضاع قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بشكل أكبر، ما قد يسفر عن تحلل الروابط الاجتماعية والوطنية.
كما أشاروا إلى أن انهيار منظومة القيم والأخلاق قد يساهم في نشوب "ثورة جياع" واسعة تشمل جميع فئات المجتمع، وهذا الوضع يهدد بتعقيد جهود بناء الدولة ويجعل من الصعب استعادة التماسك المجتمعي.
وقدم المشاركون في حلقة النقاش مجموعة من الحلول المقترحة للتعامل مع الأزمة الحالية، من بينها، دعوة لتحمل المسؤولية بشكل فردي وجماعي وتحويل قضية الجوع إلى قضية رأي عام. كما طالبوا بتنظيم حملات ضغط شعبي وإعلامي، مع التركيز على دعم حملات المناصرة الواسعة النطاق.
وخلصت الحلقة إلى مجموعة من التوصيات التي تشمل ضرورة إنهاء الحرب والتوجه نحو حل جذري للفقر والمجاعة. كما تم التأكيد على أهمية الاستثمار في الزراعة والثروة الحيوانية، مع التركيز على كشف دور المنظمات الدولية والأممية في الأزمة وفساد بعض منها.
وشدد المشاركون على أهمية إعداد خطط إغاثة من قبل الجمعيات الخيرية، إلى جانب تعزيز المخزون الاستراتيجي الغذائي في البلاد.
التعليقات