تراجع الذهب وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط وأسعار النفط تقفز بأكثر من 3%

شهدت أسواق الذهب والنفط اليوم الأربعاء تقلبات كبيرة على خلفية تصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط، حيث تراجعت أسعار الذهب بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة، بينما قفزت أسعار النفط بنسبة تتجاوز 3% مع مخاوف من تعطل إمدادات النفط في المنطقة.

الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار وترقب أسعار الفائدة

انخفضت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليصل إلى 2650.89 دولار للأوقية، بعد أن ارتفع بأكثر من 1% أمس الثلاثاء عقب الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.7% إلى 2672 دولار للأوقية، وذلك بالتزامن مع ارتفاع الدولار، الذي يشكل ضغطًا على المعدن النفيس.

وقال المحلل كارلو ألبرتو دي كاسا إن "صعود الدولار في المدى القريب يضغط على أسعار الذهب، لكن التوترات الجيوسياسية لا تزال تدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن". ورغم التراجع، لا يزال الذهب قريبًا من أعلى مستوياته بسبب مخاوف من تصعيد الأوضاع في الشرق الأوسط.

أسعار النفط تقفز وسط مخاوف من تعطل الإمدادات

في المقابل، قفزت أسعار النفط بأكثر من 3% نتيجة تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل. ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.3% لتصل إلى 75.98 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.5% إلى 72.30 دولار للبرميل.

وحذر المحللون من أن "أي تصعيد إضافي من شأنه أن يؤثر على منشآت النفط في المنطقة، مما قد يؤدي إلى رفع الأسعار إلى مستويات يصعب التراجع عنها". وأشار تاماس فارجا، محلل الأسواق، إلى أن ردود الفعل الإسرائيلية أو الإيرانية قد تشمل استهداف منشآت نفطية حيوية في المنطقة، كما حدث في الهجمات على المنشآت السعودية عام 2019.

التوترات السياسية قد تؤثر على الإمدادات العالمية

زاد القلق من أن التوترات المتصاعدة قد تؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط الإيرانية أو استهداف منشآت نفطية سعودية. ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، وسط دعوات دولية لوقف إطلاق النار. في الوقت نفسه، يجتمع تحالف أوبك+ لمراجعة سياسات الإنتاج وسط توقعات بأن يرفع الإنتاج اعتبارًا من ديسمبر.

تظل الأوضاع غير مستقرة، مما يضيف ضغوطًا على أسواق الذهب والنفط، إذ تستمر المخاوف من توسع دائرة الصراع وتأثيره على الاقتصاد العالمي.