خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين
قفزة قياسية وغير مسبوقة لأسعار الطماطم في تعز

رصدت صحيفة "العربي الجديد" ارتفاعًا قياسيًا في أسعار الطماطم بمدينة تعز جنوب غربي اليمن، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 4,000 ريال يمني، في ظل أزمات اقتصادية خانقة يعيشها المواطن اليمني بسبب الحرب المستمرة.

وهذا الارتفاع، الذي يعد الأعلى على الإطلاق، دفع بالأسر اليمنية إلى اللجوء لاستخدام بدائل أخرى للطماطم، كما أدى إلى حالة من الركود في الأسواق وتراجع النشاط الاقتصادي لدى بائعي الخضروات وأصحاب المطاعم الصغيرة.

كما أجبر ارتفاع الأسعار العديد من العائلات على البحث عن بدائل، حيث لجأت الأسر لاستخدام معجون الطماطم بدلاً من الطماطم الطازجة.

وفي هذا السياق، تقول سامية دبوان، وهي مواطنة من تعز: "لم أتوقع أن تصل أسعار الطماطم إلى هذا الحد. أصبحت أفضّل شراء الفاكهة، مثل الرمان أو البرتقال، التي تباع بسعر أقل من الطماطم". وتطالب دبوان بإنشاء برادات لحفظ الطماطم خلال فترات الوفرة وتخزينها لاستخدامها في غير موسمها، مشيرة إلى أن غياب مثل هذه الحلول يجعل من الصعب على الأسر تحمل الأسعار المرتفعة.

وارتفاع أسعار الطماطم لم يؤثر فقط على الأسر، بل امتد ليشمل التجار وأصحاب المطاعم الصغيرة، حيث أدى إلى حالة من الركود.

ويقول "ماجد عبد الملك"، وهو صاحب محل سحاوق بالجبن، أنه قرر إغلاق محله مؤقتًا لعدم تمكنه من رفع الأسعار لتغطية تكلفة الطماطم.

من جانبه، أوضح علي الريمي، صاحب محل لبيع الفواكه والخضروات، أن سعر سلة الطماطم بالجملة وصل إلى 70,000 ريال، مما يجعل سعر البيع للمستهلك يصل إلى 4,000 ريال للكيلوغرام، وهو سعر يفوق قدرة المواطنين على الشراء.

يوضح الريمي أن أسباب ارتفاع أسعار الطماطم متعددة، من بينها انتهاء موسم الطماطم المحلي واعتماد السوق على الطماطم المستوردة من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، مما يزيد من تكاليف النقل والضرائب.

كما أشار المهندس الزراعي نبيل عبد الرزاق إلى أن غياب برادات التخزين يؤدي إلى تذبذب الأسعار بشكل كبير، إذ ترتفع الأسعار في غير موسم الإنتاج بشكل كبير، بينما تنخفض في الموسم بسبب العرض الكبير.

وأكد عبد الرزاق أن تراجع زراعة الطماطم يعود إلى غياب استراتيجية حكومية فعالة لتنظيم الإنتاج ودعم المزارعين. وأوضح أن تزايد تكاليف الإنتاج ونقص المياه وارتفاع أسعار المحروقات كلها عوامل تجعل من زراعة الطماطم عملًا غير مربح للمزارعين، ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وتزايد الاعتماد على الطماطم المستوردة.

وتجدر الإشارة إلى أن زراعة الطماطم في اليمن تغطي حوالي 8.4 ألف هكتار، بإنتاج سنوي يقارب 172 ألف طن، وفقاً لإحصائيات وزارة الزراعة والري. ومع ذلك، فإن الإنتاج المحلي لا يكفي لتلبية احتياجات السوق، مما يضطر التجار للاستيراد من مناطق أخرى.

يظل المواطن اليمني محاصرًا بين ارتفاع الأسعار ونقص الدعم الحكومي، مما يضعف قدرته على توفير احتياجاته الأساسية، ويزيد من الضغط على المزارعين في البلاد.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.