اليونان.. جزر وقرى نائية تبحث عن سكان بعد أن هجرها أبنائها

تواجه العديد من الجزر والقرى النائية في اليونان تحديات ديموغرافية حادة، حيث تشهد نزوحًا متزايدًا للسكان الذين يتوجهون نحو المدن بحثاً عن فرص عمل وحياة أفضل.

جزيرة أنتيكيثيرون، الواقعة بين كيثيرا وكريت، تعد واحدة من هذه المناطق التي تعاني من انخفاض سكاني مستمر. وفقًا لرئيس بلديتها يورغوس هارهالاكيس، كانت الجزيرة مأهولة في الماضي بمزارعين وصيادين، لكن الأوضاع المالية دفعت العديد منهم إلى المغادرة. في الوقت الحالي، لم يتبق سوى 39 ساكنًا مقارنة بـ120 شخصًا في عام 2011.

وتتفاقم هذه المشكلة الديموغرافية على مستوى البلاد، حيث تعد اليونان من أكثر الدول الأوروبية التي تعاني من الشيخوخة السكانية. تشير الإحصاءات إلى أن 22.7% من السكان هم فوق سن 65 عامًا، مع انخفاض معدل الخصوبة إلى 1.43 طفل لكل امرأة، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل العديد من القرى النائية.

وفي محاولة لمواجهة هذه الأزمة، أطلقت الحكومة اليونانية برامج دعم تشمل إعفاءات ضريبية وعلاوات للأسر التي تنجب أطفالاً، فيما تعمل الكنيسة المحلية على تشجيع العائلات الكبيرة على الانتقال إلى هذه المناطق للمساعدة في الحفاظ على استمرار الحياة.

ورغم بعض الجهود مثل إعادة فتح مدرسة أنتيكيثيرون لفترة قصيرة في 2018، فإن نقص البنية التحتية وفرص العمل يظل العقبة الكبرى.

للتغلب على هذه التحديات، يطالب المسؤولون المحليون بتقديم حوافز إضافية لجذب السكان من جديد، مع التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية وبناء مشاريع جديدة مثل مرصد تغير المناخ المتوقع أن يسهم في توفير فرص عمل وإحياء الجزيرة.