خرافة الولاية وادعاءات الحوثيين


في موقف غريب.. لماذا اعتذر الوزير الزنداني للعراق من تصريحات الوزير الارياني؟
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بشأن توجهات السياسة الخارجية اليمنية، قدم وزير الخارجية شائع الزنداني، يوم الجمعة، اعتذاراً رسمياً لنظيره العراقي فؤاد حسين، وذلك على خلفية تصريحات سابقة أدلى بها وزير الإعلام اليمني، انتقد فيها استقبال بغداد لقيادات من جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

وجاء الاعتذار خلال لقاء جمع الزنداني بنظيره العراقي على هامش أعمال مؤتمر دولي في مدينة أنطاليا التركية، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية، أوضح أن الوزير اليمني أكد أن تصريحات وزير الإعلام لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة اليمنية، وإنما تعبر عن رأيه الشخصي، نافياً وجود أي توجه رسمي يسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

البيان العراقي أشار إلى أن اللقاء تم بناءً على طلب من الجانب اليمني، رغم عدم صدور أي موقف رسمي من الحكومة العراقية يعترض على تصريحات الوزير اليمني، كما لم يصدر نفي عراقي للتقارير التي تحدثت عن نشاط متزايد للحوثيين داخل العراق، أو اللقاءات التي جمعت وفوداً حوثية مع فصائل عراقية مسلحة.



وتأتي هذه التطورات بعد أيام من تصريح نشره وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على منصة "إكس"، أعرب فيه عن استغرابه من استقبال وفد حوثي في بغداد، محذراً من توسع أنشطة الجماعة بالتنسيق مع مليشيات عراقية، ومعتبراً ذلك تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والدولي.

الاعتذار قوبل بانتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدرت وسوم تطالب بإقالة الوزير الزنداني، وُصفت خطوته بأنها رضوخ للنفوذ الإيراني وتفريط بموقف الحكومة اليمنية المناهض لجماعة الحوثي، التي تخوض ضدها حرباً مستمرة منذ أكثر من عقد.

وتزامن الجدل مع تعيين الرئيس اليمني رشاد العليمي للسفير عبدالوهاب الحجري ممثلاً جديداً لليمن في الولايات المتحدة، وهو قرار أثار بدوره تحفظات بسبب مواقفه السابقة وغياب موقف واضح له من انقلاب الحوثيين، في وقت تواصل فيه واشنطن استهداف مواقع الجماعة في اليمن رداً على تهديداتها للملاحة الدولية في البحر الأحمر.

في المقابل، تشير تقارير استخباراتية إلى تصاعد وتيرة التنسيق بين الحوثيين ومليشيات عراقية مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، تشمل تبادل الخبرات القتالية، وتدريب عناصر حوثية على استخدام الطائرات المسيّرة، ونقل تقنيات عسكرية متطورة، فضلاً عن تنقلات سرية لعناصر الحوثيين بين العراق ولبنان وسوريا، ضمن برامج تشرف عليها وحدات من فيلق القدس.

كما وثقت ضربات جوية أميركية مقتل عناصر حوثية داخل معسكرات تابعة لمليشيات عراقية، في مؤشر على عمق التنسيق الأمني والعملياتي بين الطرفين.

الصحفي اليمني علي العقبي وصف اعتذار الزنداني بأنه تبنٍ غير مباشر للرواية الإيرانية، مشيراً إلى أن البيان العراقي تضمن "إهانة لليمن حكومة وشعباً"، وطالب بإقالة الوزير فوراً، معتبراً أن مواقفه المتساهلة تجاه الحوثيين تسيء إلى الشرعية وتضحيات الجيش الوطني والمقاومة.



ويرى مراقبون أن تضارب التصريحات والافتقار لرؤية دبلوماسية واضحة يعكسان ضعفاً في التعبير عن موقف الدولة اليمنية، بما يضر بعلاقاتها الإقليمية والدولية، في وقت تسعى فيه الحكومة لتعزيز دعم المجتمع الدولي لقضيتها، وإعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.

وطالب نشطاء ومحللون سياسيون مجلس القيادة الرئاسي بإعادة تقييم التشكيلة الدبلوماسية، واستبعاد الشخصيات التي تفتقر إلى موقف واضح من انقلاب الحوثيين، خاصة في العواصم المؤثرة على القرار الدولي، محذرين من أن استمرار الأداء المرتبك في وزارة الخارجية سيُلحق باليمن أضراراً سياسية ودبلوماسية فادحة.

أقراء أيضاً

التعليقات

ممارسات أدت إلى قرار البنك المركزي اليمني في عدن.


مساحة اعلانية

رغم الحرب التي تشهدها اليمن، إلا أن عيد الأضحى والطقوس المرتبطة به ما زالت موجودة وتحظى بأهمية كبيرة بين الناس في اليمن.