ما الذي كان يحدث داخل "مخيم صعدة"؟ الهجرة الدولية تنفي علمها... والحوثيون يتحدثون عن مركز احتجاز!
في تطور لافت، أعربت منظمة الهجرة الدولية عن عدم معرفتها بالمخيم الذي تعرض لغارة جوية في محافظة صعدة، وأسفر –بحسب الحوثيين– عن مقتل 68 مهاجراً أفريقيًا وإصابة 47 آخرين.
هذا التصريح الأممي فجر تساؤلات عميقة: إذا لم تكن المنظمة الأممية تدير الموقع، فمن كان يديره؟ وما طبيعة الأنشطة التي كانت تجري داخله؟
اللافت أن بيان الهجرة الدولية لم يقتصر فقط على نفي المسؤولية، بل جاء بلغة حذرة تشير إلى غياب أي إشراف دولي على المنشأة، ما يثير فرضية أن الموقع كان خارج نطاق المعايير الإنسانية المعتادة، وربما كان يستخدم لأغراض أخرى غير الاحتجاز.
اقرأ أيضاً: منظمة الهجرة الدولية تنفي علاقتها بمركز صعدة وتُحمّل الحوثيين المسؤولية عن المجزرة
تسريبات وشهادات من مصادر محلية أكدت في السابق أن جماعة الحوثي عمدت إلى تجنيد مهاجرين أفارقة في جبهات القتال، إما عبر الإغراء بالمال أو التهديد بالترحيل. وتحدثت تقارير عن معسكرات تدريب سرّية للمهاجرين في مناطق حدودية بين صعدة وحجة.
تسريبات وشهادات من مصادر محلية أكدت في السابق أن جماعة الحوثي عمدت إلى تجنيد مهاجرين أفارقة في جبهات القتال، إما عبر الإغراء بالمال أو التهديد بالترحيل. وتحدثت تقارير عن معسكرات تدريب سرّية للمهاجرين في مناطق حدودية بين صعدة وحجة.
فهل كان "مخيم صعدة" أحد هذه المعسكرات؟ وهل قُتل هؤلاء المهاجرون كمقاتلين قيد الإعداد؟ أم كانوا ضحايا محتجزين فقط؟
اقرأ أيضاً: ارتفاع حصيلة الغارة الامريكية التي استهدفت مركز إيواء للمهاجرين في صعدة
من جانبها، لم تصدر القيادة المركزية الأمريكية أي توضيح بشأن الغارة. في المقابل، أسرع الحوثيون إلى تحميل المسؤولية للولايات المتحدة، في خطوة اعتبرها مراقبون استباقًا لأي تحقيق محايد قد يفضح طبيعة المخيم.
من جانبها، لم تصدر القيادة المركزية الأمريكية أي توضيح بشأن الغارة. في المقابل، أسرع الحوثيون إلى تحميل المسؤولية للولايات المتحدة، في خطوة اعتبرها مراقبون استباقًا لأي تحقيق محايد قد يفضح طبيعة المخيم.
مونيكا شيرياك، مسؤولة الإعلام في مكتب الهجرة باليمن، قالت بوضوح: "على عكس التقارير، لم تكن المنظمة تعمل في المنشأة المستهدفة". وهو تصريح لا يحمل فقط النفي، بل يرفع الغطاء الأممي تمامًا عن ما كان يجري داخل الموقع.
إعلان الحوثيين أن "المركز تديره الهجرة الدولية"، يتعارض بشكل صريح مع النفي الأممي، ما يعزز الشكوك بأن هناك محاولة متعمدة لتضليل الرأي العام الدولي والتستر على حقيقة أن المركز ربما كان قاعدة لتجنيد الأفارقة وتدريبهم على القتال.
وفي الاخير فإن غياب أي إشراف أممي وتضارب الروايات وصمت الجهات العسكرية، كلها إشارات تدفع نحو تساؤل خطير: هل كان المهاجرون في صعدة ضحايا... أم مجنّدين تحت الإكراه؟

التعليقات